"الفصل السادس والثلاثون"
_الحاكمة الصغيرة____________________
أنا العبدُ المُقرّ بكل ذنبٍ
وأنت السيّدُ المَولَى الغفورُ
فإن عذّبتَنِي فبسوء فِعلِى
وإن تغفر فأنت بهِ جديرُ
أفرُّ إليك منك
وأين إلاّ إليك يفرّ منك المُستجير._نصر الدين طوبار.
____________________
التبجح مِن أهم صفات المرء، صفةٌ تعجز عن البوح بها، عدم تعليم الأطفال منذ صغرهم على الإحترام والنوايا الطيبة والحسنة وعدم إخجال الآخرين ليست جُرمًا مشهودًا بل الجُرمُ يكون جُرمًا بحقٍ إن أستمر المرء على مخالفة كل ما سبق ذكره توًا، الجُرمُ يكون حينما يتواقح المرء مع مَن حوله ظنًا أن هذا ليس تبجحًا بل قول الحق، ولَكِنّ صدقًا الكلمة تخجل مِن إنسابها لتلك الأفعال القذرة ولذلك يجب على الكبير إحترام مَن هم أصغر سنًا وعدم إخجالهم بحياتهم البسيطة فلا يشترط أن يكون مالكًا لعقاراتٍ أو سياراتٍ باهظة الثمن أو حتى شركاتٍ في عِدة دولٍ مختلفة هذا ليس شيئًا نتباهى بهِ! التباهي يكون في أخلاق المرء وتهذبه، خوفه مِن رب العالمين وكذلك بتعاليمه الحسنة وسلوكه الطيب ... التباهي ليس بالأموال إنما بالأخلاق، أما على الجانب العطاء فبمقارنةٍ بسيطة ثُلثي البشر أهل كرمٍ وعطاء يعطون دون أن يطلب شخصٌ آخر العطاء، كُرماء والتواضع رفيقهم وطيبة القلب دومًا خيرٌ مِن ألف عقل، أما عن الآخرين فبالطبع ليسوا بكُرماء بل البخلُ وراثةٌ بينهم فيُفضل أن يأخذ خيرٌ مِن أن يُعطي وهذه كانت ضمن إحدى الصفات السيئةِ لدى المرءِ.
<"أهل الكرم والضيافة ليسوا ببخلاء.">
كانوا يجتمعون مع بعضهم البعض في غرفة المعيشة والضحكات نابعة مِن القلب والأجواء صافية والسعادة تغمر الصدور والراحة تحوم القلوب، لحظةٌ لَم يكُن يتوقع عيشها ولو في أحلامه مِن قبل، أن تجاوره أسرته التي تغيَّب عنها سنواتٍ عدة كانت بعيدةٌ كل البُعد عن مُخيلته ولَكِنّ رحمة الخالق واسعة ووحده يعلم ما في الصدور ومُيسر الأمور، أقدارٌ كُتِبَت عليهم عيشها لا طريقٌ آخر سوى تقبُل الواقع والرضا والحمد لله عز وجل.
كان يُجاور والدته رفقة شقيقته على الأريكة فيما كانت هي تقبع بينهما تضمهما سويًا إلى أحضانها تمسح على رأسهما سويًا وتضحك بين الفينة والأخرى ينصتون إلى طرائف هذا الشاب الوسيم الذي يحظى بمواقفٍ طريفة في حياته العامة والجميع يُنصت إليه بإهتمامٍ ويتفاعلون مع حديثه وهذا للحق ما أسعده وجعله يُكمل بحماسٍ أكبر، أما عن قلب عاشقٍ يا سيدي يشعر بمعشوقه فلا تتحدث فعلى الرغم مِن إنشغال الجميع مع "جـاد" ألا أنها لَم تغيب عن عقله ولذلك طاف في المكان بعينيه يبحث عنها حتى أنه لَم يرها حتى الآن بينهم ولذلك نهض مبتعدًا عن الجميع بخطى هادئة فمازال جرحه يؤلمه بين الفينة والأخرى.
أنت تقرأ
جعفر البلطجي
Actionيتزوجها كحماية لها من براثين الذئب الذى يحوم حولها لدمارها وتصبح المواجهه صعبه ما بين كلًا من "جعفر البلطجي" و "فتحي الجزار"