وهل كانت لتلك القطرات مسارًا ؟ فقد كانت تتناثر هنا وهناكَ ولعلها قد تجد طريقًا لها ... وكأنها خيوطًا من احزانها تسقط على الارض انتقامًا لمن اذاها ...
اخذت تمسح وجهها بعد ان تبلل بقطرات الامطار والتي لم تكن في حسبان اليوم ... لقد ظلمت السماء والتي قد كانت قبل ساعات فقط متوهجة زرقاءة اللون تعلن دخول موسم الربيع فما الذي اظلمها ؟ ...ولم تمر تلك الاسئلة إلى ان برقت وصارت تلك الظلمة مجرد شيئ من الماضي ...لتأخذ عيناها تترقب برق آخر قد يريح نفسها ...وكانت تلك الابتسامة المنبهرة بصنع الاله كافية لتخبرك عن مدى حبها لهذه الاجواء ... اخذت تترقب فيما حولها لتلمح ذلك المنزل الصغير والذي يبدو دافئًا للضوء الاصفر المنبعث من نوافذها
فقد كان المنزل كبيرًا بالنسبة لشخصٍ واحد ...
تقدمت ناحيته بخطواتٍ مسرعة رامشة عدة مرات لتلك القطرات التي اخترقت عسلتيها إلّا ان دخلت متنهدة بارتياح ، لتضربها موجة دافئة ورائحة حلوة وقد كان حليب بالشكولاطة الساخن ... ياللراحة ...وضعت معطفها امام الموقد حتى يجف لتتقدم بخطواتٍ مبتلة نحو المطبخ ... كان الطابق متكون من مطبخ وغرفة الجلوس ليفصلهما ادرج خشبية نحو الطابق العلوي ...لقد كان المنزل ذات ديكور راقي وجميل ... فستتمكن من معرفة ثراء هذا الشخص ومدى بساطته بنفس الوقت ...ياللتناقض !
اخذت تملئ كوبها المفضل بالشكولاطة الساخنة والذي حالما قد رأته امتلئت حدقيتها حزنًا إلّا انها لايمكنها التخلص منه ... لتأخذه متجهة إلى غرفة الجلوس ممددة يديها نحو الموقد لتقوم بتدفئة اطراف اصابعها التي قد عشقت العزف والرسم ... محتسية تلك الشكلاطة والتي قد جعلتها تشعر بدفئ اكثر لتصدر صوتًا يدل على ارضائها بابتسامة وحدقتين لامعتين امام الموقد ... لاتزال تُفكر في الامر ...هل ماقمتُ به صحيحًا إلى هذا اليوم ؟...لكنها قامت بنفي تلك الافمار مجددًا لتلتقط الكتاب المتواجد بجانبها وقد كانت تلك النظرة لم تكن سوى فخرًا لإنجازها ... فبعد ان انسحبت من اعمال العائلة فبدأت بممارسة هواياتها ونشرها نحو العالم وقد كانت نجاحاتها اكبر من خسائرها ...اخذت ملامحها المعجبة بكتابها الجديد والذي قد كان حديث المجتمع هذه الايام ... ولكن...هل لمعجبي هذه الكاتبة علمٌ بما حدث قبل ثلاثة سنواتٍ ؟
قبل ثلاثة سنوات
انتهى الامر بالافتراق ... لقد تم الغاء العقد واخذ كل واحد منهما العيش بحياته الخاصة ... لقد كانتا العائلتين مذهولتان من هذا الخبر الصاعق بالنسبة لهما وفوق هذا فقد كان طلاف ايكزافيي من ماريا شيئً غير قابل للتجاهل ...اختفت زاريا بعدها مباشرة كتلك المرة حين ابتعدت عن العالم بعد زواج ماريا وايكزافيي...لكن هذه المرة فقد كانت بابتسامة مشرقة ... ولهذا فقد كانا والديها غير مضطربين كثيرًا حيال هذا الموضوع ! ولكن بجهة اخرى ... داميان ! فقد كان اكثر كارثي من الاعصار الذي اخذ يخرب كل شيئ ... فلم يكتفي بإلاغلاق عن نفسه فقط وعن عائلته ! فقد كان الامر اكثر بكثير عن ذلك ... ازداد انغماسه بأعماله الخاصة في التحقيق للجرائم وخاصة سلسلة الجرائم المدعو ب"الصديق القديم"... يحاول ازاحة صورها عن افكاره المشوشة ... ولكن حين يصل الليل ويغمض عيناه للظلام فلايرى سوى نور ابتسامتها ... وقد كانت كالعلاج لألامه الباكية ... ولكنها كانت الامه كذلك ...فلم تمر ليلة إلّا ان بكى نادمًا عن كل فعلٍ اتجاهها ...فمن كان يضن ان الفراق كهذا سيكون اسرع من الاجتماع ...ولكن قبل ان يتم ندمه فإنه يقنع جروحه ان هذا كان افضل ... فلايريد ان يتألم بحب شخص لايحبه ...واكثر من ذلك فهو منغمس بحب اخيه
بعد ايامٍ فقط اتاه خبر جريمة اخرى تاركة نفس العلامة ... قبل ان يعلم بهوية الشخص فقد تمكن من السعور بأنفاسه التي تُسلب منه ... فلم تصل الرسالة قبل الجريمة ... هل يمكن ان تكون هي ؟ هل لقاءنا سيكون بجريمة ؟... شعر بفقدانه لألوان العالم وكل توازنه قد اخذ بالتمايل هنا وهناك ... ليأخذ عقله بدوره بجعل من تلك الفكرة البسيطة إلى حقيقة !
ولكن اتضح انها امرأة بالثلاثين من العمر تم ايجادها بمسكنها بحوض الاستحمام تم اغراقها بشدة الى النزيف ومن ثم نقش العلامة على بطنها
ومرة اخرى ... ليس هناك اي شيئ مشترك بالجرائم الاخرى ...ولكن القاتل هو نفسه !
to be continued...
أنت تقرأ
strawberry and kisses
Romanceسأكون الفراولة التي يمكنكِ تذوقها والقبلة الأولى لكِ- . . . written by : anastasia