امسك داميان بذلك الكيس المحقون بيده بينما قد كان يقرأ الملف الشخصي لذلك المجرم ... ليقم جايمس بإيقافه قبل ان يدخل غرفة الاستجواب
جايمس :ماذا هل انتَ بخير ؟ فقد فقدت وعيك الليلة الماضية
اخذ داميان يلعب بذلك الكيس الذي يحتوي على مُغذيات ليقل بسرعة قبل ان يدخل الغرفة بابتسامة مطمئنة
داميان:انا بخير !
اغلق الباب بابتسامة قد اخفت تلك المتعة بداخله ... واضعًا الملف بقوة على الطاولة الحديدية ليقفز الاخر بقوة رافعًا عيناه النائمتان الغاضبتان ...ليجلس داميان بدوره واضعًا ذلك الكيس بجانبه قائلًا
داميان :مرحبًا بكَ بمكتب التحقيق الخاص ... اممم ... هاربر ... اسمٌ جيد
امال برأسه ليرفع عيناه الهادئتان ...دون النبس بكلمة ... ليكمل داميان حديثه موجهًا اياه لتلك القلادة المتدلية
داميان:قلادة جميلة ... صديق ؟ حبيبة ؟...
ولم يكن لتلك الجمل طريق آخر... سوى ان يقوم داميان بإعادة بجسده الى الوراء مربعًا كلتا يداه مماشك هالة جيدة ... تلك الثياب التي قدبرزت عضلاته وقد تبينت تلك العروق التي زينت رقبته تحت اضاءة الغرفة ... ليقل بعد ان غير من نبرته وملامح وجهه التي قد كانت مختلفة عن قبلها
داميان :انتَ لست ذلك المجنون ! اعلم ذلك ... لكن ...سيتم معاقبتك ...هل تعلم ؟
قربّ داميان جسده للطاولة ووجهه لهاربر ليكمل حديثه
داميان :الن تتحدث بأي شيئ ؟ الست تحب عائلتك الصغيرة ؟
توهجت عيناه فجأة ليرفع بصره اليه ...قائلًا بصوت حساس
هاربر:ماذا عن عائلتي ! هل قمتم بإيذائها ؟ تحدث!
ابتسم ليعود بوضعيته الاولى رافعًا كلتا كتفيه ويديه ليمرر بعدها احدى يداه على فمه وكأنه يغلقه ويرفض التحدث ...
لقد كان هاربر رجل في ربعيناته ورغم ذلك فإن ملامح وجهه وبنية جسده ترفض ذلك العمر وبوضوح ! حدقتين سوداوتين وكأنها تلتهم الروح وتلك الخصلات المتدلية قد وضعت انطباعًا خطيرًا...لينتهي بتزيين ذلك الوشم الرقيق الاسود رقبته ...لقد كانت كلمة افقية تقول "طائر"...تحولت تلك الملامح الهائجة الى متألمة ممسكة بيده بهدوء ضاغطًا عليها دون ان يلاحظ داميان ... ولكن ! انه يملك نظر الصقر !
راحت تلك اللحزات من الصمت وبعض النظرات التي قد توصل اي رسائلٍ بينهما ...لينتهي الامر بطرقة من هاربر وقد لفت هذا نظر داميان ...ماهذا الان؟ موريس ؟ هل سيتواصل معي بموريس ؟ اخذت عدة طرقات تتواصل بينما داميان يحاول دمج تلك الاحرف والطرقات لينتهي الامر بقول هاربر
هاربر :سأخبرك ! لكن عدني انك ستغادر هذه الغرفة مباشرة ...
رفع داميان سبابته ليطرقها عدة مرات قائلا
داميان :نعم !
هاربر :كل ما أعرفه انه شخصٌ مجنون مهووس بصنع قنابل والقتل والرسم ... انه شخصٌ تعرفه ...ربما ليس الان ولكن بالسنوات الماضية ... والدليل الوحيد هي هذه القلادة التي جعلنا جميعًا نرتديها
سحب تلك القلادة ليمررها لجاميان بابتسامة تدل على التقبل ونوع من الحزن ليلفظ اخر كلماته قبل ان يسير لهاربر بالمغادرة
هاربر:اخبر ابنتي وزوجتي انني احبهما كثيرًا وانا آسف لعدم بقائي معهما كثيرًا ...
اغمض عيناها بقوة لينهض داميان من مكانه حاملًا ذلك الكيس والقلادة قائلًا
داميان :سأتأكد من ايصال الرسالة اليهما ...
...
كان الهدوء الذي سكن تلك القاعة مجرد رعب ... قد تحولت الوان وجوههم وكأن قد سكنها الأشباح ... ليتحدث اخيرًا بنوع من الذهوال وكأنه قد كانيفكر بصوت عالي
داميان :لهذا السبب رفض التحدث بالاول ...
نقل بصره نحو جايمس والذي بدى فيه المرض ليقل
داميان :يمكنكم الذهاب لمنازلكم وحاولوا ان لاتفكروا بالحادث... انها اجازة مدفوعة لكم
وقد اومئ الجميع مغادرًا بخطوات بطيئة دون النبس بكلمة وقبل ان يخرج جايمس اعاده داميان بكلماته
داميان :لا داعي للتحقق بشأن انفجار جسد هاربر ... اعرف الطريقة بالفعل ... فلتتأكد من العودة بعقل سليم ووجهٍ اكثر حيوية
ليومئ جايمس مغادرًا القاعة بينما داميان قد اخذ يفكر حافرًا بأعماق ذكرياته ولعله قد يجد حلًا لمثل هذا اللغز السخيف... ومايجعله اكثر غضبًا هو ان الجواب يعرفه بالفعل ! وهو بأحدى ذكرياته المفقودة ...
...
في سطور الماضي*
-فليكن هذا وعدًا بيننا ! ان نتخرج ونبدأ عملًا معًا متفق ؟
لقد كانت تلك المشاعر المتدفقة بأعماقه لم تكن سولى صداقة قوية ومتينة حيث يجد الاخر كتف يسند فيه ... تلك الاضواء الصفراء الدافئة التي انارت الحي بأخر الليل ... وهاهما يتمشيان تحتها كالظل سوى ضحكاتهما تملئ هذا الحي الخالي...
...
-خاتم ؟ الن يجعلنا هذا نبدو وكأننا احباء ؟
ضحك بقوة ليحرك رأسه قائلًا بتفكير
-هذا صحيح ... ولكن هذا ما املك...هل يجدر بي شراء شيئ آخر ؟ هل اسوار سينفع ؟
ابتسم الاخر بهدوء ليمسك بذلك الخاتم قائلًا
- لما الاهدار ؟ يمكننا جعلها قلادة اليس كذلك ؟
اومئ الاخر بابتسامة واسعة ليغير حديثه متحمسًا حول درس كيمياء اليوم حيث قد قام المدرس بمزج بعض من المكونات الكيميائية التي لم يفهمها صديقه الاخر وكيف قد احدث ذلك فرقعة جعلت من عيناه البنيتان تبرقان يمن كأنه قد وقع في الحب ...وقد اخذ الاخر يُحدثه فرضياتٍ لهوية المجرم بينما الاخر فقد كان يوافقه رغم عدم قدرته لفهم طريقة ايصاله للأفكار...فلقد كان لشخصان شخصيتان مختلفتين ولأن كلاهما يحتاج الاخر فلم يكن هذا بمشكلة ... وصولًا الى اليوم حيثُ تحطم كل شيئ ...فمن المُلام ؟
to be continued...

أنت تقرأ
strawberry and kisses
Romanceسأكون الفراولة التي يمكنكِ تذوقها والقبلة الأولى لكِ- . . . written by : anastasia