امسكت زاريا بالبطانية لتأخذ بخطواتها متسللة الى مكتبه حيث يتواجد ...فتحت الباب بهدوء ليقابلها جسده الضخم الجالس بالسرير وقد بدى عليه التعب رغم نومه ... وكأنه من غرق بالنوم ولا يمكنك ايقاضه
تقدمت بخطواتٍ هادئة نحوه بينما هي لافة جسدها بتلك البطانية بعدما اغلقت الاضواء اللامعة وقد فكرت في كونها مزعجة لراحة نومه ... لتنزل بجذعها السفلي نحوه محدقة بوجهه الهادئ الخالي من اي التعابير ... وقد غُلقت الستائر لتمتنع عن رؤية عيناه الساحرتان الغامضتان ... وقد لامست خصلات شعرها وجهه لتحاول ابعادها عنه بإعادتها وراء اذنها ...لتنزل على ركبتيها اكثردون ان تكسر نظراتها نحوها ... لتسحب يدها من البطانية مبعدة خصلاته السوداءة عن جبهته وربما هي تزعجه ...ولكنها كانت فرصة لها لتملئ اشتياقها لهذا الرجل النائم بجانبها... سحبت يدها عنه لتتنهد بتعب ولم يكن هناك ضوءًا سوى ضوء القمر الذي تسلل الى المكتب عبر النوافذ المقابلة لهما ... وقد تزينت تلك النافذة بأضواء المدينة الحيوية رغم الساعة المتأخرة ... اخذت افكارها تقودها لطريقٍ مجهول ... فهي تعلم بأن البقاء بجانبها لن يجلب له سوى الألام ... رغم تخطيها لإيكزافيي ولكن كونها قد احبت شخصًا بكل ماتتها من مشاعر قد تجرح الطرف الاخر ...فقد كانت تلك المرة فرصة جيدة للإبتعاد ومواصلة الحياة بينما هي تغرق ببؤسها ولعلها قد تتمكن من انقاذ قلب هذا النائم ...دون ان تدري ان قلبه قد غرق ببؤسها معها ! فلقد كان بحوزتها منذُ البداية ... منذُ أن لمحت عيناه القاسيتان غمازتيها ووجنتيها الموردتين بفستانٍ وردي ...حاملة باقة من الورود ، وقد فقدت تلك الورود جاذبيتها وجمالها كون من حملها كانت تلك الطفلة الصغيرة الذي كان صوت ضحكاتها من تُسمع بهذا المنزل وقد كانت الوحيدة التي تملئ المائدة بأحاديثها ... بصوتٍ رقيق مبتهج قد فتح الانفاس والشهية ... لقد منحت للطعم ذوقًا
لقد كان ابتعادها منذ الاول هو لشعورها بالحب باتجاهه ...وقد بدى هذا الشيئ غير عادل له ... فلايمكنه الشعور إلًا بالالم معها ... فإذا بادلها الشعور ...سيكون الامر اكثر صعوبة ... سيشعر بنفس تلك المساعر التي مرت عليها حينها قد غادرت الوطن لسنواتٍ عديدة ..لقد ظنت انها ستتحسن حالتها بعد زيارتها للطبيب لعدة من المرات ... ولكن ...بعد ان لامست اصابعهما انفجرت تلك المشاعر المدفونة وكأنها براكين ...فقد كبحت دموعها التي قد قطعت من حنجرتها الى اشلاء ... لقد رأت امام عيناها ان كل مابنته من علاج لنفسها بهذه السنوات قد تحطمت بسبب لمسة واحدة فقط ! وقد رغبت بشدة حماية هذا النائم بجانبها من هذه المشاعر ... ولكنها هل تعلم ان هذا الرجل وقعٌ بحبها بشدة لدرجة انه صار يتردد اسمها حتى بأعمق احلامه ؟ .
وهذا ماحدث فقد تمكنت من سماعه يهمس اسمها مطالبًا اياها عدم المغادرة معتذرًا اياها... لترتخي عيناها قائلة
أنت تقرأ
strawberry and kisses
Romanceسأكون الفراولة التي يمكنكِ تذوقها والقبلة الأولى لكِ- . . . written by : anastasia