استفاقت على صوت جر ، عيناها الناعستان وجسدها الخامل لعدم تناولها شيئًا منذُ ايام عدة ، ثيابها المغطاة بالطين والتراب ، لمحت ذلك الجسد الأنثوي حاملة لكيس كبير خشن من وراءها وقد بدى شيئًا يتقطر منه ، هل هو داكن اللون ؟ لم تتمكن من معرف اللون لعدم قدرتها على التركيز ، لكنها تأكدت من انَّ الرائحة لاتبشر بخير، وكأنها رائحة جثة ...
لارا:إستيقضت؟
لم تتمكن من الحراك لأنها مقيدة بكرسي من رجليها ويداها ،اكتفت بالهدوء والنظر اليها بسخرية ، اقتربت منها لارا بخطواتٍ بطيئة بعدما تركت الكيس لتتدحرج منها جثة إمرأة ولم يظهر جسدها كاملًا فقط رأسها وشعرها الداكن وإحدى يداها الداميةوبركة اخرى من الدماء ، توسعت عيناها لذلك المشهد ولم تتمكن من منع اوصالها من الخوف والارتعاش ،المحيط الدان حولها وكأن لاتوجد نوافذ ، رغم ذلك فقد تواجدت نوافذ ضيقة أعلى الجدران ، جدران رمادية اللون تبدو قديمة ،بركة من الطرين وادوات النحت بإحدى زوايا الغرفة ، ذلك الكرسي حيث هي تجلس لايجعلها تشعر بالراحة أبدًا ، هل هذا لأنه الكرسي الذي إعتادت الجيوش تعذيب رهائنها من اجل الاعتراف ؟ اليست نفسها ؟ وماذا عن كاميرا تسجيل ؟ هل هي أعلى ، تعيد مشاهدة اللقطات للإستمتاع ... أمسكت بفكها بقوة رافعة رأسها قائلة بغضب قبل ان تقوم بلكمها
لارا:إقتلعي تلك النظرات عني وإلًا لإقتلعتها عوضًا عنكِ !
رفعت رأسها لتتجلى تلك الدماء المتدفقة من فاهها ، تلك الابتسامة البلهاء والعيون الناعسة تخبرها بشيئ ، انها تقوم بصب الوقود على النار !
زاريا:كيف أنظر اليكِ إذًا ؟ لستِ سوى نكرة تستحق نظرةنكرة ...
وقبل ان تُلكم مرة أخرى لتدفق على وجهها والذي كان مزيجًا من لعابها ودمائها التي لاتحاول التوقف حتى ، ابتعدت لارا عنها بخطوات ماسحة وجهها بغضب ولم تمر سوى ثواني كالبرق لتسقط على زاريا لاكمة وجهها بأقصى قوة تمتلكها ، ساخطة اياها ... ولكنها قررت التوقف إلى حد ما ، رافعة ذلك الكرسي مرة أخرى ، وهنا حيث كانت زاريا بحالة اكثر خطورة ، يبدو الانف مكسورًا وهو ينزف بشدة ، العينان ؟ يبدو انهما قد تم انقاذهما بآخر الثواني ، اما عنفمها ، فهو منتفخ والدماء تندلع منها كالألعاب النارية بنهاية العام... ليسقط رأسها الى الاسفل من شدة التعب ولكنها لم تتمكن من الاسترخاء الى ان شعرت بشعرها يُشد ليرتفع رأسها غصبًا عنها وقد بدت تلك النبرة المجنونة مستمتعة ،
لارا:أحضرتُ لكِ شيئًا لتشاهديه !
موجهة اصبعها إلى ذلك الكيس ، نظرت زاريا بهدوء الى ذلك الكيس ومرة أخرى إلى لارا ،بصوت متعب قائلة
زاريا: هل تسلين نفسك بهذا النوع من الألعاب ؟
ابتسمت لارا لتكمل محادثتها صاحبة الكرسي بجانبها لتجلس مقابلة إياها وقد تبين انها كانت تحمل سيفًا لامعا منذ مدة
لارا:صحيح ،اخبريني مالذي تفعلينه بوقت فراغك ؟
عمّ الهدوء لمدة من الزمن لتكمل قائلة
زاريا: أتسوق...
قهقهو ساخرة من فاهها تدل على مدى ملل هذا النوع من النشاطات بالنسبة للمجرمين
لارا: اوه ياللأغنياء... ماهو آخر شيء اشتريته ،ياصديقتي ...
خفظت رأسها بتعب لترفعها مرة أخرى بإبتسامة
زاريا:فندق ، أظن انك تعرفينه ... Z&Z
توسعت ابتسامتها اكثر لتندلع منها الضحكات والتي كانت تصدر صدى مزعج جعلت من طبلي زاريا تهتزان لتنهض من مكانها متأرجحةً شٍمالا ويمينا ، ازداد الجو حرارة مما جعلها تتعرق وتخطأ بخطواتها
لارا:اوه، من كان يعلم ان ذلك الفندق لكِ...
وقد توقفت حين شعرت بدوار طفيف ، وكأن العالم يحوم حولها لتسقط ارضًا هي وسيفها ... ماسحة رأسها لعلها تصحى ... صوت شيء يتدحرج على الارض ، ليتوقف عند إصبع يدخل المتعرقة المراجعة ...قارورة صغيرة لسائل شفاف يتم شحنها بالإبر ... لترفع رأسها الى زاريا والتي كانت تبتسم بتعب
زاريا:اوه ،آسفة ... يبدو انني قد حقنتك بمضاد صرع الكلاب ... لقد اخذته من مكتبك من اجل كلب ولكنه انتهى بشرايينك ...
لترفع يداها الحرة من قيود الحبل المتين...ناهضة من مكانها مقتربة منها بهدوء ، وقبل ان تتمكن لارا من امساك سيفها لتدافع عن نفسها حتى قامت الأخرى بركله بعيدًا ... اوصالها ترتجف من الرعب ولكنها بالتأكيد لن تسمح لذلك بالظهور ، دموعها العالقة بعيناها والخوف الذي يسكنها ، تجعلها تفكر بشخص واحد تتمنى لو أنه يمكن من ايجادها ، لكن ...هل يعلم حتى بأمرها ، ربما ... ربما قد تم نسيانها ...قامت بتخطي لارا بسرعة موجهة نحو الباب للمفتاح على مصرعه على بزاف طويل ومظلم ، تفاجأت لذلك كونها كنت انها بمكان قريب من المخرج ...ربما متجرها ؟ لكن ماهءا الآن ؟ رواق لا نهاية له ؟نهضت لارا من مكانها بصعوبة ، ممسكةً بذلك السيف مرة أخرى ... بنبرة يبدو عليها المعاناة وتوشك على الاغماء ، ولكنها لاتزال مخيفة
لارا :لايمكنكِ الهرب ، ليس هذه المرة ...
يتبع....
أنت تقرأ
strawberry and kisses
Romansaسأكون الفراولة التي يمكنكِ تذوقها والقبلة الأولى لكِ- . . . written by : anastasia