إستعاد مكتب التحقيق وظيفته قبل ان تنتهي عطلتهم ، كانوا صامتين محدقين بوجهه الظالم ،مرتجفين من ان ينقلوا تلك الاخبار التي تُفيد بفشلهم عن ايجاد شخص يدعى ب"لارا كورالينا"
داميان:احتمالين ...اما ان لارا كارولينا لم تنتحر بذلك اليوم وقد كانت جثة لإمرأة أخرى ، واما ... زوج... زاريا قد ارادت الانتقام مني ...
وقد توقف بعد تلك الكلمات ليجلس زافرًا ذلك الهواء قائلًا بصوت منخفض
داميان:أفضل الاحتمال الاول ، ليست بشخص طفولي ...سنبدأ بالبحث بالمدينة اولًا ... والفريق الآخر سيتجه الى الريف لبحث عن اي اثر لها... ابدؤوا الان
غادر الجميع بتلك الجدية والسرعة بينما هو قد توقفت اصابع يده عن الحركة ، لترتخي قواه مستسلماًا لندمه مجددًا ضاربًا المكتب بقوة ليصدر صوتًا قويًا ...ليغادر تلك الغرفة بدوره مسرعًا ...
...
فاتحًا الباب على مصرعه ليتخطى كل شيئ متجهًا نحو غرفته مسرعًا ،ناسيًا حتى ان يراقب خطواته او يتنفس... باحثًا بتلك الادراج بعنف وخوف ، الفكرة تخيفه ...ان تكون الضحية التالية ...يفضل الموت على ان يعيش تلك اللحظة ... لايمكن ...ابدًا
....
غطت السحاب بريق السماء واندلعت منها قطراتٌ منعشة محتلة اعماق التراب...عيون مراقبة براقة والاخرى مركزة بأوراق تصب عليها الامطار ... ابتسامة خفيفة محببة تلاعب شفتاه والاخرى عقدة لسؤال محير... مقتربًا منها بخطوات هادئة ومسرعة محافظًا على نظره نحو ظرها من الوراء ، الهدوء وصوت قطرات الماء تتدفق بالارض لتشكل نغمة موسيقية ... لم ينل انتباهه كصوت جمالها وهدوءها ...محاصرًا اياها بيداه الموضوعتان على الطاولة نازلًا الى مستواها هامسًا بأذنها بصوت منخفض قليلًا ،
داميان :وجدتكِ ايتها القطة ...
قفزت منمكانها لتستدير اليه بسرعة معيدة وجهها مرة اخرى حين اكتشفة المسافة القريبة بينهما
زاريا:ياإلهي ! لقد افزعتني ...مالذي تفعله هنا !
عاد بقامته ليسحب ذلك الكرسي بجانبها جالسًا بجانبها ، واضعًا يدًا بخده والاخر ممسكًا بقلمها ملاعبًا اياه
داميان :أبحث عنك !الا تعلمين انالجو ممطرًا وانتِ لم تحملي مظلتك ... مالذي سأقوله لّأخوك حين ترتعشين تحت غطائك من شدة البرد كالقط
وضعت قلمها لتسحب نظاراتها قائلة بإنفعال
زاريا :لايزال لدي واجبات للقيام بها ...لا تنتظرني ...عد اولًا
ظهر عبوس على وجهه الوسيم ...ليحدق بذلك الفراغ الذي يفصلهما ...رغم انه كان جالسًا بوضعية موجهةً اليها ليتمكن من الحديث معها اكثر وارؤيتها الى ان ذلك الفراغ كان باردًا وعميقًا بالنسبة له ... تنهد متعبًا رافعًا بجسده الضخم واضعًا قلمها جانبًا وبنفس اليد وضعها اسفل مقعدها ساحبًا اياها باتجاهه جعلتهاتتفاجأ لفعلته ودون ان تقول اي شيئ عاد بوضعيته الاولى قائلًا
داميان :هكذا افضل ...لاتتحركي من مكانكِ
فضلت البقاء بهدوء لأن لافائدة لها من رفضه والمقاومة لتكمل ذراستها بينما هو واصل التحديق بهاكأنها الكنز المفقود ...تلمع بشدة تحت تلك الاضواء الصفراء ، اطاري نظاراتها التي دعلت منعيناها مجرةتلمع بها الكواكب ، انفٌ صغير دقيق وشفاة مملوءة حمراء نفوح منها رائحة الفراولة ، زي مدرسي صُنع خصيصًا لها وشعر داكن مربوط عاليًا ،تتدلى خيوطه ليلامس اوراقها .. ملوحًا يده ناحيتها ،ممسكًا بتلك العقدة لافًااياها حول اصابع يده دون ان يسحب ابتسامته وعيناه العاشقتان... توردت وجنتاها لتحافظ على ذلك الهدوء رغم ذلك ، قائلًا بصوت هادئ مخدر
داميان :هل ستنتهين قريبًا؟
لترد عليه بصوتاقل انفعالًا وبل اكثر من ذلك يملئه الخجل
زاريا:بعد...ساعة
اومئ برأسه بتفهم
داميان :سأنتظر ... حتى واذا كان للأبد ...
لتهمس الاخرى بين انفاسها
زاريا:ماهذا الهراء الذي تتحدث به ...للأبد.. هاه
...
انتهت طاقته برمي جسده الصخم على السرير ..جالسًا من التعب ...ماسحًا بوجه المتعب ...عمت الفوضى فجأة بمنزله ... وكأن اعصار ما قد مر على هذا المنزل ، انخفضت انفاسه لتصبح اعمق بكثير عن قبلها... بردٌ يحتل جسده الساخن من هيجانه قبل قليل ... رافعًا رأسه نحو تلك المرآة المحطمة ، اثار الدماء تغطي البقعة المحطمة والاخرى تندلع من يده ... شعرٌ وثياب فوضويتان ...عينان منطفأتان غاضبتان ...اصابع يده المرتجفة الدامية ...قوة رجليه المنعدمة ... خافضًا رأسه مجددًا الى الاسفل ... لتختنق انفاسه على دموع تنهمر من عيناه ، تسقط كالمطر بمنتصف الشتاء ...هل هي دموع الندم او خوف ؟ ام انها لحبه لها ؟ مالذي سيفعله ...انه لايعلم ... لايمكنه التفكير بشيئ ...لايمكنه فعل شيئ ...اين هي ...فقط...فقط ان تكون حية ...ان تلمع عينياها وان تملئ رائحتها العالم ... هل هذا كثيرلطلبه؟... ان يتمكن من رؤية اثار اقدامها مرة أخرى ...لم يتمكن من التعبير عن مابداخله من قبل ...ولكنه يندم على عدم فعل ذلك الآن ...يريدها ...يريدها ان تعلم بحبه لها ... يريد ان يمسك بيدها ويشعر ببرودة اناملها ليدفئها من اجلها ...ان يحضى بعناقها ... ان تستعمر رائحتها رئتيه وشفتاه ... ان يتذوق حبها وان كان مرًا ...لا يهتم ...فقط ان تكونهي ...زاريا...ذلك الاسم الذي كان ملجأه ...لايعلم سبب حبه لها ...ولكنه يعلم بأنها الوحيدة بهذا العالم القادرة على جعل عالمه يزهر ...تشرق منه الشمس الدافئة ، وتزغرت بها الطيور بألحان الحب...لكنه ....لكنه لم يعلم بأن غيايها سيكون اسوء من الموت ...لقد كان خاطئًا منذ البداية ...لماذا قام بذلك ؟ لماذا قبل بزواج مزيف؟ ...لماذا لم يطلب زواجًا جقيقيًا ؟ لماذا لم يسعى وراءها اكثر ... لماذا لم يوضح مشاعره بإتجاهها ؟هل هذا لأنه كان خائفًا من ردها ...لأنه كان خائفًا من ان يتم رفضه ؟ لولا علم بما سيحدث ،لفضل ان يتم رفض مشاعره على ان يعيش بهذه الفوضى ... لم تكتفي الازمات بالدخول منذُ ذلك العقد ... عائلتها ...التي تبدو اقل اهتمامًا بها ...ذلك الحب الذي لم تتلقاه من عائلتها ولا من شخصٍ تحبه ...فكيف تشعر ؟ هل هي تشعر بالوحدة؟ هل هي خائفة... هل...فكرت ...بالنداء بإسمه من قبل ؟...هل ...هي ستعتز بذكرياتها معه؟ كل شيئ ...كل شيئ بذهنه يدور حول اسمها ... كل شيئ ... لماذا الآن ...لماذا هو غير قادر على التحرك ؟ ...ماهذا...هل هو الخوف من تلقي الحقيقة ؟ ...الحقيقة ان القاتل الذي يسعى وراءه منذ عقود قد قتل السبب الوحيد الذي يبقيه حيًا...
يُتبع...
أنت تقرأ
strawberry and kisses
Romanceسأكون الفراولة التي يمكنكِ تذوقها والقبلة الأولى لكِ- . . . written by : anastasia