36

365 21 3
                                        

زاريا :الايمكنني فعل ما أريده ! 

كلمات مرتجفة تخرج من شفتاها الحمراوتين،وجنتيها الحمراوتين وعيناها المترقرقتان على وشك الانفجار ، في مواجهة من اجل مستقبلها وماترغب في عمله ، والذاها المعارضان بشدة لفكرة اتباعها الرسم ... كان صوتها الهاطئ يصرخ دون ان تحاول فعل ذلك حتى ... ولأول مرة فهي تخرج عن رضاها ... وُضع ذلك الفناجان بعينانا يبدو عليهما الغضب 

كريستينا :أخبريني ! مالذي ستجنينه من الجلوس لساعات بغرفتك ترسمين كالمجنون ... أنا اقول لك لكِ ! فلتلتحقي بجامعة ادارة اعمال ...لامزيد من النقاش ! 

دين :اوافق...يجدر عليك اتباع خطى اخوك الاكبر ومساعدته بأعمال العائلة 

تنهيدة خافتة تخرج من فاهها قبل ان تستسلم للمحادثة ... وقد ظهرت ابتسامة خافتة بوجه كريستينا ...ابتسامة الرضا لإبنتها العالقة بسجن ... ولكن ، من كان يتوقع هذا ؟ تلك النظرات الكارهة والانفاس الحارة المندلعة منها ... من كان يتوقع منها ان ترد بهذا الشكل 

زاريا:سأفعل ذلك ... ادارة اعمال ؟ سأقوم بها ...ولكنني...لستُ ابنتكما انطلاقًا من هذا اليوم ... لايربطني شيئًا معكما سوى دماء... 

رفعت نفسها مغادرة المنزل بأكمله دون ان تترك مجالًا لوالديها في الحديث ...سيتم معاقبتها على هذه الكلمات ، بالتأكيد ...ولكنها على الاقل قامت بإعلامهما...خطواتها المسرعة تحت السماء الطافية ...دموع تنهمر محلقة بالسماء لتُترك وراءها ، رائحة الفراولة الخافتة التي عمت المسار... خطوة بعد الاخرى ... شيئ بداخلها يهتز ،اصابع ترتجف كالزلزال ، نوعٌ من العجز يحتلها ، حلمها الوحيد وطلبها الواحد ...لماذا ...لماذا لايتم قبوله ؟ هل سيتم اخضاعها مرة أخرى؟ وقد ارتفع نبضها حين سمعت صوت والدتها الصارخة بمنتصف الطريق لافة وشاح احمر اللون حول نفسها 

كريستينا :زاريا ! 

ذلك الاسم ... ذلك الاسم الخالي من اللمعان ، خالي من الاحلام والاهداف...تكرهه ...تكرهه وبشدة ، توسعت عيناها لمظهر والدتها الغاضب وضوتها الصارخ بتهديد 

كريستينا: فلتتجرأي على خطوة واحدة ! أعدك...أنكِ لن تخطي خطوة واحدة بهذا المنزل مجددًا...

مالذي ستفعله؟ هل تتبع قلبها الذي يدق بالخوف ام انها ستخضع هذه المرة ؟...طريق من وراءها مظلم ولا تعلم نهايته والي حيث يؤدي والاخر يبدو جميلٌ فخم تحتله الاضواء الدافئة والتي هي كالسم بها ...ذلك الطريق الذي يقوم بقص اجنحتها الحرة ، بيضاءة عالية ... مالذي ستختاره ؟ ...ازدادت دموعها كالتسونامي يتدفق ،هائج ...ازدادت الامها وعجزها ، رجليها اليابستان بالأرض ترفضان الخضوع ... صوتٌ يتحدث بصعوبة وعالي

زاريا:أخضع لأوامر عائلتكم السعيدة مجددًا ؟ إنسوا الامر ... سأفعل ذلك ... فلتأخذوني لتعاويذكم ...فلأبقي هذه الذكرى حين منعتونني عن حريتي إلى الأبد... لستم لي عائلة ولا أنا منكم ... إسمي أصنعه بنفسي...

وقد تقدمت ناحية والدتها ماسحة دموعها المنهمرة ارضًا ولا تزال كذلك ، نوعٌ من الصدمة احتلت تعابير والدتها والغضب الشديد ... اما عن زاريا؟ تلك العيون القاتلة ، تحمل كل الكره والحقد ، كالانفجار يصنع صوتٌ قوي ،رغم وضعها الفوضوي ولكن من يرى المشهد سيظن انها الفائزة ... الشر الذي يندلع حين ترمش ... لم يكن من صنع عائلتها ...بل من نتائج صنعهم ...وهنا حين بدأ تمرد زاريا عن عائلتها ... التمرد الذي يدعونه بالخضوع...

...

تم حجزها لأيام بغرفتها بسبب تلك الكلمات المهينة والغير المحترمة التي اطلقتها ونظراتها المحتقرة ... لم تهتم للأمر كثيرًا وبل استمتعت بجلوسها بغرفتها ترسم خفية عن وعائلتها ... رغم انه تم التخلص من ادوات رسمها  ولكنها كانت تحتفظبالبعض خفية ، بعض الادوات الاساسية كالقلم والاوراق ...لم تكن تتلقى كل الوجبات ولأنه جزء من العقاب ،ولايتم حتى زيارتها ...الفصل الكامل عن العالم ، االشيئ الذي تحبه زاريا بشدة ، هل لأنها معتادة ام لأنها قد وُلدت بهذه العقلية ... لكن هذه المرة قد اعتزمت انها ستقوم بإطلاق النار هذه المرة ، ستتمشى على خطاهم ...إلى ان تنقلب عليهم ... ربما ستعيق الشركة ام انها تصنع لنفسها فضائح تعيب بها اسم عائلتها ... لكن من كان يظن أمرٌ آخر ... بإحدى تلك الليالي أحدهم يتسلق الجدران اليها ... لتتفاجئ بجسد مظلم واقف على نافذتها الفرنسية ؟ يبدو وكأنه مشهد من فيلم ... ليتبين بلهثاته وابتسامته الخرقاء انه داميان ...

داميان :مساء الخير ايها العصفور المحجوز 

نزل من النافذة وقد بدى التفاجأ على محياها ولم يتسنىلها الوقت من اجل اخفاء جريمتها...الجريمة التي ستؤديها نحو الموت...ورقة وقلم ...

زاريا:داميان ؟!

مسح شعره قائلًا مازحًا 

داميان :هل تمردتي عليهما مرة أخرى ؟ هل كان الرسم مرة أخرى ؟

وقد لاحظ محاولتها لإخفاء الورقة ليقل جالسًا بجانبها على السرير 

داميان :لاتخافي ، لن اقوم ببيعك...

وقد توقفت محدقة به لتتأكد من صحة كلامه ليبتسم اكثر مستسلمة مغيرة الموضوع 

زاريا:لماذا اتيت ؟ 

داميان :ماذا ؟ ألا يمكنني رؤية العصفور المتمرد ؟لقد اخبرني اخوك عن تصرفك الجريئ فقلت دعني اتأكد من أن قطتي قد صنعت انيابًا ... جيد لكِ ...

صمتتلمدة قبل ان تقول شيئ ، لاتعلم مالذي ستقوله وعن كيف سيكونرده ...هل هو ضد او مع فعلها؟ انها متأكدة من انه كان يسخر منها قبل قليل ولكن ماذا عن رأيه الحقيقي ؟هاه !ولماذا تهتم ؟ ليس وكأنه مهم بالنسبة لها ...وقد قاطع تفيكرها صوته الهادئ الجاد ،

داميان :يمكنكِ فعل ماتظنينه صحيح ... اتبعي مايريده قلبك(وجه نظره اليها ) ...زاريا 

لم تتنتظر هذه الكلمات التي جعلت من شعلة قلبها تتوهج مرة اخرى ، حرارة تملئ جسدها مجددًا وكأن نبض قلبها قد عاد ... ولم تتمكن من كبح مشاعرها إلٍَا وان اندلعت دموعها مرة أخرى ،رافعًا يداه فاتحًا صدره ليكون ملجأها ...الملجأ الذي  قد تعاهد بأن يكون بجانبها ...إلى الأبد

يُتبع ...


strawberry and kissesحيث تعيش القصص. اكتشف الآن