اربط حزام الأمان، فقد حان الوقت لهبوط مفاجئ في عوالم مختلفة، عوالم تحيط بها الثلوج من كل اتجاه. كنت أحكي لك عن مصر، حيث السماء يكسوها ظلام الليل، والآن سأخذك إلى مكان آخر، بعيداً حيث يشرق النهار ويفيض بنور الشمس عبر النوافذ.
هنا، في أمريكا، حيث الشمس قد بدأت تشرق لتعلن بداية يوم جديد، بينما مصر تظل تحت وطأة الليل.
الشمس تخترق نوافذ ذلك البيت المغطى بالثلوج، فتنعكس أشعتها الذهبية على الزهور النادرة التي تزين الخارج. بالرغم من البرد القارس، تفتحت أزهاره كأنما تستيقظ من سباتها الطويل.
في الداخل، كانت رائحة ورد الياسمين تعبق في المكان، تجذب كل من يمر بجانبها، وكأنها تملك سحراً خفياً لا يمكن مقاومته.
لكن خلف هذا الجمال الهادئ، كان هناك سرٌ كبير؛ اثنتا عشرة زهرة جميلة، تبدو هادئة ووديعة من الخارج، لكنها تحمل بداخلها قوة وغضباً مختبئاً، فهي ليست مجرد ورود، بل ذئاب متأهبة للانقضاض. لقد تحولت هذه الزهور من رمز للبراءة إلى كائنات خطيرة، تملك أنياباً حادة تنهش من يقترب منها. والآن، هنَّ على أتم استعداد للرحيل، لكن إلى أين؟
'بور سعيد' "بارو" تتحدث بصوت متردد يعكس حيرتها:
"ممكن أفهم إيه اللي حصل؟ وليه هننزل مصر كده فجأة؟" كلماتها خرجت بطيئة، تحمل في طياتها شعوراً بالخوف والارتباك.ترد عليها 'دقهلية' "ياسو"بحزم وهي تسرع في جمع أمتعتها:
"بطلي كلام فاضي وحضري شنطتك، كل حاجة تخصك هنا. يلا بسرعة، مافيش وقت للتفكير."لكن ' بورسعيد ' "بارو" لم تستطع إخفاء قلقها:
"السبب إيه؟"
نطقت بالكلمة وكأنها تبحث عن طمأنة تائهة، وهي تتابع تجهيز أغراضها بتوتر واضح.'دقهلية ' "ياسو"، بنبرة غاضبة وقوة مشحونة بالانفعال:
"بارو، خلصي! انتي مش طفلة صغيرة لسه هراضي فيكي. انتي عارفة كويس إيه السبب، مش هنضحك على بعض."تحاول'بور سعيد ' "بارو" الاحتفاظ ببعض الأمل:
"ما يمكن نقدر نحل الموضوع هنا، ليه ننزل؟"'دقهلية' "ياسو"، بنبرة حازمة وكأنها تحسم الأمر:
"لأن خلاص جه الوقت، اليوم ده كان لازم ييجي."تتوقف للحظة، تنظر إلى صديقتها وكأنها تريد أن تقول شيئاً أكثر أهمية لكنها تكتفي بالقول:
"وبعدين، كده كده كنا هننزل علشان فرح سوهاج"سوجو'."الجميع يشعر بتوتر اللحظة، وكأن هناك شيئاً أكبر ينتظرهن، شيئاً يتجاوز مجرد العودة للوطن.
ولكن، رغم الغموض والخوف الذي يحيط بهن، يظل هناك رابط خفي يجمعهن، قوة تتشكل من تلك الورود التي كانت يوماً بريئة، ولكنها الآن مستعدة لمواجهة كل ما ينتظرها.
التوتر الذي كان يملأ الغرفة سرعان ما تحول إلى مشهد كوميدي لا يخلو من المشاكسة والمرح.
بورسعيد كانت تتجادل مع دقهلية حول موعد العودة إلى مصر، والنقاش كان حادًا لدرجة أنه انتهى بمشادة جسدية.
أنت تقرأ
أنياب الورد🌹الروايه الاولى من سلسلة روايات (ورد الياسمين)/بقلم Gasmin khater
Mystère / Thrillerلما القدر يجمع بين الاخوه يربطهم رابط الصداقة بتكون اجمل القدر 12بنت كل بنت من محافظة مختلفه اتولدوا فى نفس اليوم وكمان نفس اسم القدر جمعهم ليعيشوا مع بعض المراهقة والشباب يا ترى الصداقه دى هتكلم لاخر العمر ولا القدر هيفرق بنهم دا اللى ه...