الفصل70🌹 ( الشباب،والحفيد الأول )

53 3 7
                                    

عوده ليوم زفاف الفتيات. على أحد الكراسي الخشبية المزخرفة، في ركن القاعة الفسيحة، جلس يزيد بجانب علي ومجموعة من الأصدقاء.

كانت عيناه تسرق النظرات إلى دوما، تلك النظرات التي تحمل في طياتها الشوق والحنين، كلما لمح طيفها يعبر القاعة.

لكنه، في كل مرة يتذكر الحادث المؤلم، يجبر نفسه على الانسحاب من معركة العواطف، ينظر إلى قدمه، يتأمل العجازه الذي يحيط به، ويتذكر كلمات الأطباء الذين يمنحونه جرعات من الأمل بأنه سيمشي مجددًا بشكل جيد مع العلاج.

لكن يزيد، الذي كان يحمل في قلبه بحرًا من اليأس، فقد الأمل في أن يعود كما كان، وقرر أن يغلق باب قلبه، خشية أن يثقل كاهل من يحب بأعباء حياته.

فصرف نظره عن دوما، وحاول أن يغمر نفسه بسعادة الحفل، يشارك صديقيه سالم وسليم فرحتهما، يضحك مع الضيوف، ويصفق للراقصين، ويحتسي من كأس العصير الذي يبرد حرارة الليل الصيفي.

وبينما كان يزيد يحاول أن يستمتع باللحظة، كانت عيناه تخونه بين الحين والآخر، تعود لتبحث عن دوما، تلك الزهرة التي نمت في حديقة قلبه دون إذن، والتي أصبحت الآن مصدر ألمه وسعادته في آن واحد.

وضع يزيد يده على عينيه، محاولًا حجب الرؤية التي تشعل في قلبه نارًا لا يقوى على إخمادها. كلما رأى دوما ترقص وتتمايل مع أصدقائها، كانت الألسنة اللهب تتأجج في صدره، فلم يجد بدًا من الهروب من هذا العذاب الحلو.

ترك القاعة بخطوات متثاقلة، وخرج إلى الخارج، حيث الهواء البارد قد يطفئ لهيب شوقه.

لم يمض وقت طويل حتى لاحظ فادي، صديقه الوفي، غيابه، فأسرع خلفه، متبوعًا بمحمد، زوج بسمة، التي بدت متفاجئة من خروج زوجها المفاجئ.
لكنها سرعان ما انغمست مجددًا في الاحتفال مع أصدقائها، تاركة محمد يتبع خطى يزيد، قلقًا على صديقه.

في الخارج، وقف يزيد يتنفس الصعداء، يحاول أن يجمع شتات نفسه، بينما كان فادي ومحمد يقتربان منه، يحملان معهما الدعم والصداقة، مستعدين لمشاركته همومه وآلامه، في ليلة كان يفترض أن تكون مليئة بالفرح والاحتفال.

وضع محمد يده على كتف يزيد، الذي التفت إليه بوجه يكسوه الضيق، وقال بنبرة صوت متأثرة:
"في إيه يا محمد خارج ورايا ليه؟"

فرد محمد عليه بعتاب وحنان: "علشانك يا صاحبي، شايفك زعلان ومش عارف فيك إيه."

يزيد، بصوت يحمل نبرة الإصرار:
"لا، أنا كويس. ادخل انت، وأنا شوية وجاي وراك."

فادي، بصوت ملؤه القلق:
"كل ده ليه يا يزيد؟ علشان إيه؟ أنت ولا أول ولا آخر واحد ينصاب في مهمة. وكله بيعيش حياته عادي، بيتجوز ويخلف. وأنت حالتك كويسة وفيها تحسن."

 أنياب الورد🌹الروايه الاولى  من سلسلة روايات (ورد الياسمين)/بقلم  Gasmin khaterحيث تعيش القصص. اكتشف الآن