الفصل 74🌹(الخاتمة)

29 4 9
                                    


بعد طلوع شمس اليوم التالي، كانت عائلة فايز تستعد للرحيل من الكمبوند إلى الأبد.

الجو مليء بالتوتر والحنين، وكانت الأمور تتسارع.
أمجد، الشاب الذي يطالعهم بحقد وكره، كان يحمل في قلبه نبضًا من الغيرة تجاه آسر، الذي لم يفعل له شيئًا سوى أنه يعامل الناس بالاحترام والتواضع.
كان آسر شخصًا غير متعالٍ، يتعامل مع الجميع بلطف ويسعى للتفاهم والتعاون.

في تلك اللحظة، كانت المشاعر تتداخل في قلب أمجد. كان يشعر بالغيرة والحسد تجاه آسر، الذي كان يحظى بتقدير الجميع.
كان يتساءل عن سر تلك الجاذبية التي يمتلكها آسر، وعن سبب تفضيل الناس له. هل كان ذلك بسبب طيبة قلبه؟ أم أن هناك شيئًا آخر يجعله مميزًا؟

في الوقت نفسه، كانت الأمور تتعقد أكثر. هناك أشخاص يحقدون ويكرهون دون وجه حق، ينكرون الجميل وينشرون السوء. يبدو أن الخبث يجري في دمائهم، وهم يسعون للإساءة والتشويه. وفي هذا الكمبوند، حيث تتقاطع مصائر الأشخاص، يبدو أن الحقد والحسد لا يعرفان حدودًا.

فكان هدف بناء المنطقة أن تكون مكانًا لعيش الفقراء والمعدمين والطبقة المتوسطة، حيث يمكنهم الاستفادة منها دون تكاليف مادية. كانت الهيئة تسعى لتحقيق رغبة القائد، وهذا ما تحقق بفضل جهود الفتيات اللواتي عملن بجد لتحقيق هذا الهدف. وقد قاموا بتوثيق هذه الخبرة ونقلها للأجيال القادمة.

ومع ذلك، لم يكن الهدف فقط توفير مأوى للمحتاجين، بل كانت القيم الأخلاقية محور العمل. كان التعاون والاحترام هما العنوان الرئيسي لهذه المنطقة. فالتعاون بين السكان والاحترام المتبادل كانا أساسًا للتعايش السلمي والازدهار.

بعدما توظف الأب وعاش في المنطقة، كانت عائلة فايز تظهر بوجه آخر. الزوجة والأبناء كانوا ينظرون إلى الجميع بحقد ويتمنون ما في أيديهم. كانوا يشاركون في كل شيء بشكل مجاني، لكن الطمع أصابهم. أما أمجد، فقد انتابته الغيرة. كان يراقب أبيه وهو يحزم الحقائب بحزن، ولكنه لم يعرف كيف يواجه هذا الوضع. هل سيرجعون للعيش في شقتهم القديمة ويعود أبيه للعمل بمرتب ضئيل؟ أم سيكون هناك مفاجأة أخرى في انتظارهم؟

صوت زين ينشل أفكاره، وهو يعطي أبيه ظرفًا ويقول:
"كان نفسنا نكون عيلة، دي مش منطقة سكنية، كل اللي يعيش هنا بنكون عائلة واحدة، فرح وحزن نكون مع بعض، ما فيش فرق بين غني ولا فقير، كلنا إخوة ونحترم بعض."
تنفس بعمق ثم أكمل كلامه:
دي مش مرة الأولى اللي بلفت  فيها نظرك على عمر وأمجد بتصرفاتهم، لكنها هتكون الأخيرة. الظرف اللي في يديك هو عقد عمل، تقدر تختيار الشركة التي ترغب في العمل فيها بس خارج المنطقة، في محافظات مختلفة. أظن إنك  على دراية بالشركات دي."

 أنياب الورد🌹الروايه الاولى  من سلسلة روايات (ورد الياسمين)/بقلم  Gasmin khaterحيث تعيش القصص. اكتشف الآن