الفصل27🌹( مساعده وموت)

76 7 4
                                    


تم تكليف عاصم بالقضية، وعندما تحقق من هوية الفتيات، أدرك صلتهن بالقائد الراحل جاسر. نقل هذه المعلومات إلى اللواء عز الدين، الذي قرر إخفاء الأمر عن الجميع، مُعلنًا وفاة الفتيات، ليُبعد الأنظار ويخفي الحقيقة. ومع ذلك، لم يُعلم زين بوفاة سوجو، بل أخبره أنها سافرت بأمان، مستندًا إلى معلوماته الخاصة. صدّق زين هذا الكلام، رغم قلقه العميق.

بعد رحيل القائد جاسر، الذي كان له بمثابة الأب والمعلم، انغمس زين في القضية، راغبًا في تحقيق العدالة والانتقام لمن فقدهم. الأيام كانت تزيد ثقله وألمه، فكل يوم كان يكشف سرًا جديدًا أو يفقد شخصًا عزيزًا عليه. تارة كان يظن أن القصة تقترب من نهايتها، لكن الأمور كانت تتعقد، ويزداد التحدي، واحدًا تلو الآخر، كأن القدر لا يريد له أن يستريح قبل أن يكشف كل الغموض المحيط بحياة من أحب.
    ............................
بعدما غادرت الفتيات بيت السيدة، اتجهن إلى قصر كبير في مطروح، حيث يقيم رجل ذو وقار وهيبة، رجل متقدم في العمر يعرفه الجميع بكرمه وحكمته. عندما أخبره حارسه بوجود الفتيات بالخارج، لم يُصدق ما سمع، فقد كان مقتنعًا بخبر وفاتهن الذي انتشر منذ أيام بعد حادث الطائرة. أمر بإدخالهن على الفور وأوصى بحسن الضيافة، وهو يتساءل في نفسه عن حقيقة ما حدث.

عندما جلسن أمامه، كان الفضول والتساؤل يملأ عينيه، فسأل بهدوء:
"إيه اللي حصل؟ و حقيقة  الشائعات اللي انتشرت عن وفاتكم ايه؟"

تقدمت "دقهلية" بخطوات واثقة، مستجمعة شجاعتها، وقالت بنبرة عميقة تملؤها الثقة:
"أنا لما أنقذت حياتك من سنة ونص، وقتها وعدتني إنك حافظ الجميل، وإنه لو احتجت شيء، في أي وقت، رح تكون موجود."
نظر إليها عبد المنعم بابتسامة صادقة وقال بصوت ثابت: "أكيد، وأنا عند كلمتي. أمري، أي طلب، رح أكون إلى جانبكم."

كانت الكلمات بينهما تتسم بعمق وصدق، وقد شعر عبد المنعم أنه يقف أمام موقف يحتاج إلى وفاء بوعد قديم، مستعدًا للوقوف بجانبهن مهما تطلب الأمر.

نظرت دقهلية إلى عبد المنعم بجدية وحزم وقالت:
"عاوزة أسافر برة، بس من غير هويتي. دلوقتي، بعد ما انتشر خبر وفاتنا، أهالينا عرفوا بالموضوع."

نظر إليها عبد المنعم بنبرة هادئة مجيبًا:
"أيوه، فعلاً حصل، وأنا كمان رحت وعزّيت."

ظهرت علامات الوجع على وجه دقهلية وهي تقول:
"طيب، عاوزة أسافر... هتقدر تساعدني؟"

صمت عبد المنعم للحظات وهو ينظر إليهن جميعًا، يمرر نظره على وجوههن التي تحمل إرهاقًا ومعاناة واضحة، وسألها بتردد:
"انتي بس اللي عايزة تسافري؟"

لكن صوت الفتيات سرعان ما ارتفع، كل واحدة منهن ترغب في الرحيل.

تقدمت سمسم بخطوات ثابتة وقالت بإصرار:
"وأنا كمان عاوزة أسافر. عاوزة آخد حقي!"

 أنياب الورد🌹الروايه الاولى  من سلسلة روايات (ورد الياسمين)/بقلم  Gasmin khaterحيث تعيش القصص. اكتشف الآن