في بيت متوسط الحال في إحدى قرى أسيوط، حيث الجمال والروعة وإبداع الخالق، بيت يحيطه الأراضي الزراعية الخضراء من ثلاث جهات، أما في الخلف فكان هناك بحر كبير يمتد بطول هذه القرية. الأشجار وصوت الطيور والحيوانات تضفي البهجة والراحة بطعم الهدوء، فلم يكن هناك ضوضاء ولا ضجيج صاخب، بل صوت الطبيعة الهادئة وأحلام بسيطة من أناس يعرفون الرحمة في القلوب، رغم وجود الكثير منهم الخبيث والمنافق، لكن الخير يكثر في هذا المكان.
كان هناك شاب حزين رغم جمال ملامحه، بعيونه الضيقة والرموش الكثيفة ولحيته الكبيرة التي لم يحلقها منذ شهر، لكن لم تدارِ جماله بل زادته جمالًا. كان يجلس في غرفته حزينًا على حاله وما حدث له. كان يتمنى أن يعود كما كان لو ليوم واحد، فاقد الأمل في الحياة، يتمنى الشهادة بدلًا من الإصابة اللعينة التي ستكون سببًا في عجزه طوال الحياة. كان يدعو الله من قلبه أن يرحمه، فلا يتحمل نظرات الشفقة من أعين أقربائه، حتى من أصدقائه الذين كان من الممكن أن يكون أحدهم مكانه، لكنه لم يتمنى الشر لأحد. دخلت عليه أمه، فوجدته نائمًا على الفراش الذي لم يفارقه منذ شهرين تقريبًا، ورأت الحزن الظاهر على وجهه. اقتربت منه وهي تجلس جواره وتضع يدها على ذراعه وتحدثه بنبرة حنونة مخالطة بالحزن على حاله:
"مالك يا ضنايا، فيك إيه؟"يزيد أدبر بحزن وهو يحاول إخفاء آلامه عن الحاجة جليلة، لكنه لم يستطع أن يخفي كل ما بداخله. قال بصوت هادئ يملؤه الألم:
"كويس يا أم يزيد، أنا تمام."الحاجة جليلة تنظر إليه بعين الأم الحنون، لم تصدق كلماته. كانت ترى في عينيه الحزن الذي يحاول إخفاءه. قالت بنبرة طيبة لكنها حازمة:
"تمام إزاي وأنت كل يوم على حالك ده يا ابني؟ ده قضاء ربنا، وبعدين الدكتورة قالت إنك هتكون كويس، في تحسن كبير أهوه، بس الصبر مش من يوم وليلة. هترجع زي الأول، ربك موجود وعارف باللي فيك. هو بيحب يختبر اللي بيحبهم."ثم أضافت بنبرة ملؤها الإيمان:
"أنت ناسي ولا إيه؟ ربنا إن حب عبد ابتلاه علشان يشوف قوة إيمانه. وانت بقى دي قوتك. اصبر يا ابني، وكل حاجة هتيجي مع الوقت."يزيد سكت للحظات، الكلمات كانت تتصارع في داخله. يشعر بالرضا عن قدره، لكن الغصة في قلبه من نظرات الناس له كانت تقتله ببطء. أخيرًا نطق بصوت يحمل خليطًا من المرارة والاستسلام:
"أنا راضي باللي ربنا يجيبه ليا، بس اللي مزعلني نظرة الناس ليا. شوفتي خالتي قالت إيه، ولا بنتها اللي كنت هموت علشان أبص لها في يوم أو أرضى أتجوزها، وهي بتعرض نفسها عليا. دلوقتي بقيت عاجز في نظرهم، ما أنفعش أكون زوج ليها."كانت كلماته ثقيلة، مملوءة بالحزن والخذلان.
الحاجة جليلة نظرت إلى يزيد بحنان وهي تربت على كتفه، قائلة بثقة ودعم:
"انت سيد الرجالة، وبكره ربنا يعوضك باللي تصونك وتحبك وتشوف أحسن واحد في الدنيا. بس انت اصبر علشان تنول."
أنت تقرأ
أنياب الورد🌹الروايه الاولى من سلسلة روايات (ورد الياسمين)/بقلم Gasmin khater
Mystery / Thrillerلما القدر يجمع بين الاخوه يربطهم رابط الصداقة بتكون اجمل القدر 12بنت كل بنت من محافظة مختلفه اتولدوا فى نفس اليوم وكمان نفس اسم القدر جمعهم ليعيشوا مع بعض المراهقة والشباب يا ترى الصداقه دى هتكلم لاخر العمر ولا القدر هيفرق بنهم دا اللى ه...