الفصل30🌹 (الفتيات لرفح،مهمه زين)

80 6 5
                                    

ها هي الطائرة تلامس الأرض، لتستقر بسلام على تراب سيناء الطاهر، تلك الأرض التي ارتوت بدماء أبنائها الأبطال. سيناء، أرض الأحباب، حيث لكل ذرة من رمالها حكاية، ولكل جبل فيها صدى أمل ووجع.

بينما كانت الفتيات يستعدن للنزول، كانت بارو (بور سعيد) تنظر من نافذة الطائرة، عيناها تلمعان بشوق وحنين، وهمست لنفسها بصوت يحمل عبق الذكريات:
"ياه، وحشتيني أوي يا أرض الأحباب."
كانت تتحدث وكأنها تعانق الأرض بنظراتها، تلك الأرض التي تحمل ذكريات طفولتها وأحلامها.

سيناوي، وهي تقف بجوار بارو، نظرت نحو الأفق البعيد، تتنفس عميقًا وكأنها تستنشق عطر أجدادها المتناثر في الهواء.
"أرض بلادي وأجدادي،"
قالت بصوت عميق، يحمل في طياته حبًا جارفًا لا يمكن التعبير عنه بالكلمات.
"أنا هروح أشوف جدي الأول."

ياسو' دقهلية'، كانت تتقدم المجموعة بخطى واثقة، ولكن عينيها كانت تحملان شوقًا لرؤية شخص عزيز. قالت بحزم يتخلله حنين:
"بعد لما نروح الشقة كلنا، هنروح نشوف الشيخ حسان لأنه وحشنا كلنا."

الفتيات أجبنها بصوت واحد مفعم بالحماسة:
"موافقين."

كان في ردهن تأكيد للعهد الذي يجمعهن، عهد لا ينكسر ولا يتزعزع.

خارج المطار، كان في انتظارهن أربع سيارات، يقف بجوار إحداها السائق رأفت، الذي ابتسم لهن بودٍ وقال: "حمدلله على السلامة يا دكتورة."
كان صوته يحمل دفء الاستقبال وحرارة الترحيب.

ياسو، ردت عليه بابتسامة:
"الله يسلمك يا رأفت."

كانت تعرف أن الوقت ضيق، وعليها أن تتحرك بسرعة لتنفيذ خطتها. نظرت إليه بجدية فأردف أرفت السائق:
"تحب تروحوا فين احنا جاهزين، كل عربية ليها سواق."

لكن ياسو كان لديها خطة أخرى، فأجابت بثقة:
"تسلم يا رأفت، احنا هناخد المفاتيح، واحنا اللي هنسوق. وكمان بلغ المعلم رفعت شكري ليه، والمبلغ وصل حسابه."

رأفت أومأ برأسه بتقدير، وأجاب بسرعة:
"يوصل يا دكتورة، هبلغه حاضر. تامري بأي حاجة تانية؟"

ياسو أكملت تعليماتها بثبات: "ايوه، كل واحدة فينا هتعوز عربية. دول أربعة، ولسه كمان 8 يكونوا هنا بكره."

رأفت رد بحماس:
"تمام، بكره الصبح هيكونوا عندكوا."

ياسو نظرت إلى الفتيات بعزم وقالت:
"يلا يا بنات."

ركبت كل ثلاث فتيات في سيارة، وكان الصمت يسيطر على الجو داخل السيارات.

 أنياب الورد🌹الروايه الاولى  من سلسلة روايات (ورد الياسمين)/بقلم  Gasmin khaterحيث تعيش القصص. اكتشف الآن