في المدينة الجامعية، حيث تتداخل الحكايات وتتقاطع الطرق، كانت الغرفة المجاورة للفتيات تملأها ضوضاء ثلاث فتيات يتفننَّ في ممارسة التنمر، سواء بالكلمات اللاذعة أو بتصرفات صغيرة تعكس قلوباً مليئة بالغرور والخواء. بينهن كانت هناك فتاة هادئة تُدعى بسمة، فتاة بملامح عادية، لا تتسم بطول القامة أو بجسدٍ لافت، لكنها تحمل في عينيها بريقًا خفيًا، يشير إلى ما لم تدركه المتنمرات قط.
تسكن بسمة تلك الغرفة بصبر، وتصمد أمام كلماتهن الجارحة وأفعالهن المستفزة، كأنها شجرة ضاربة بجذورها في أرضٍ خصبة، تشتد قوة كلما عصفت بها رياح الألم والخذلان. هي تعرف أن الصمود هو الخيار الأقوى، وأن الهدوء لا يعني الضعف، بل هو صورة لقوة لا تُقهر.
كلما احتدم الموقف وازداد قسوة، كانت بسمة تجلس بصمت، تملأ الغرفة بطاقة خفية تُربك المتنمرات، وكأنها تذكرهن بأن القوة الحقيقية لا تقاس بالسطحية، بل بالقدرة على مواجهة الألم بابتسامة ثابتة، وإيمانٍ قوي بالنفس.
كانت الضجة تتصاعد في الممر، وصوت الفتيات في الغرفة المقابلة يصل إلى مسامع الجميع بحدة وغضب، بينما الضحكات الجافة والتهكم يعلو من الغرفة المجاورة. كانت بسمة تراقب بصمت، مستغربة من كم الضيق والغل الذي يملأ قلوب هؤلاء الفتيات، وكأنهن لا يجدن راحة إلا في إزعاج الآخرين.
رأتهن وهن يتهامسن ويلوح بعضهن لبعض بعلامات خفية، ليبقى واضحًا في ذهن بسمة أن هناك مكيدة تُحاك للفتيات الأخريات، لكن عقلها لم يهتدِ لطريقة لوقف ما يحدث.
في تلك اللحظة، رن هاتفها، فدخلت غرفتها وأمسكت به، ووجدت اسم أمها يضيء الشاشة.
بسمة بهدوء:
"السلام عليكم، ماما."أم بسمة بحنان دافئ:
"وعليكم السلام، عاملة إيه يا حبيبتي؟ بتذاكري ولا بتلعبي؟"ترد بسمة:
"كنت بذاكر شوية."استشعرت الأم من صوت ابنتها أن هناك ما يعكر مزاجها، فسألت بقلق:
"مالك يا بنتي؟ في حاجة حصلت؟"بدأت بسمة تروي لوالدتها ما فعلته الفتيات الثلاث اليوم، تتحدث بصوت مليء بالحزن والضيق، تروي تفاصيل كلماتهن القاسية وأفعالهن المؤلمة. لكن رد الأم كان هادئًا وناصحًا، اعتادته بسمة رغم كل ما كانت تتمنى أن تسمع شيئًا مختلفًا.
أم بسمة:
"بصي يا حبيبتي، ابعدي عنهم وخليكي في حالك، مالكيش دعوة بحد. بلاش مشاكل يا بنتي، مش عايزة حد يأذيكي."أنهت بسمة المكالمة وهي تنظر بحزن للهاتف. كانت تتمنى أن تشعر بشيء من الدعم أو قوة تعينها على الوقوف في وجه المتنمرات، لكنها عرفت أن والدتها دائمًا تدعوها للانسحاب والتسامح، حتى لو كان الحق معها. الأم كانت تخشى عليها، وكانت تُفضل أن ترى ابنتها بعيدة عن المشاكل، وخصوصًا خوفًا من أن يؤذي الأمر شقيقها زيد، الضابط في القوات الخاصة، المعروف بصلابة شخصيته ورفضه للظلم.
أنت تقرأ
أنياب الورد🌹الروايه الاولى من سلسلة روايات (ورد الياسمين)/بقلم Gasmin khater
Misterio / Suspensoلما القدر يجمع بين الاخوه يربطهم رابط الصداقة بتكون اجمل القدر 12بنت كل بنت من محافظة مختلفه اتولدوا فى نفس اليوم وكمان نفس اسم القدر جمعهم ليعيشوا مع بعض المراهقة والشباب يا ترى الصداقه دى هتكلم لاخر العمر ولا القدر هيفرق بنهم دا اللى ه...