بعد وصول الفتيات إلى المنزل الخشبي، قررن توزيع أنفسهن على الغرف المتاحة، حيث احتوت كل غرفة على سرير صغير، ودولاب متوسط، ومكتب مع كرسي، وكنبة صغيرة في الزاوية بجوار مرآة ذات ثلاث رفوف. توزعوا على السرير بحيث ينام اثنتان عليه، واحدة على الكنبة، وأخرى على الأرض، مع الاتفاق على تبديل الأماكن في اليوم التالي.
قضين اليومين الأولين دون مغادرة المكان، مكتفيات بالتمشي حول المنزل فقط واستكشاف محيطه الهادئ.
وعندما عادت رانسي بصحبة أخواتها، قدمت آسيل لكل فتاة هوية جديدة وعقد عمل، لتأمين وضعهن في هذا البلد الجديد. كانت الوثائق بمثابة جواز مرور لبداية جديدة، لكنها أيضًا تنبيه بأن رحلتهن لم تخلُ من التحديات.
قالت آسيل، بنبرة تحذيرية ووجه يحمل مزيجاً من الجدية والحذر:
"ده كل الورق اللي هتحتاجوه هنا علشان شغلكم. بس لازم تخلوا بالكم كويس، العيون مفتوحة عليكم، وجالي أخبار من مصر... القيادة عارفة إنكم عايشين، بس أهاليكم لأ، غير سوجو... هي الوحيدة اللي لسه عايشة وسطهم."
انتشر الصمت بين الفتيات للحظة، شعرن بثقل الحقيقة الجديدة وبالمسؤولية الكبيرة التي تنتظرهن في رحلتهن القادمة، حيث عليهن أن يتحركن بحذر في عالم لا يعرف سوى القليل عن قصتهن، وعليهن البقاء تحت الرادار في كل خطوة يخطونها.
ياسو، بقلق يتسرب إلى صوتها:
"والضابط اللي كان معانا، حصله إيه؟"آسيل أطلقت تنهيدة حزن وقالت:
"هو لسه في غيبوبة. بفكر أجيبه هنا لأن الوضع في روسيا مش مستقر، لا من الحكومة ولا من المافيا. ده ضابط مخابرات، يعني مهم ومطلوب."سوجو، بصوت متوتر:
"بس دا من بلدي، ومش ممكن هنسلمه لأي حد."آسيل، بحزم ونظرة جادة:
"ما تنسيش إني كمان مصرية صعيدية يا سوجو زيك، ويمكن أكتر، رغم إني عايشة بره طول عمري. بابا كان دايماً حريص يعلّمنا العربي واللهجة الصعيدي كمان. المهم دلوقتي إننا نبدأ شغلنا من بكرة."ثم وجهت نظراتها نحو كل واحدة من الفتيات، تتابع شرح خطتها:
"إنتي يا 'سوسو' هتشتغلي مع 'تالا'، هي في نفس تخصصك وهتلاقوا فرص كتير تستفيدوا من بعض.
أما إنتي يا 'بحري'، فهتشتغلي مع محامي كبير هنا، كان صاحب بابا، وهو هيساعدك كتير لأنه كمان المحامي الخاص بينا.
'شرم'، إنتِ مع 'سوارينا'، مهندسة زيك وفتحت شركة ماما كانت بتشتغل فيها، عاوزاكوا تخلوا الشركة دي الأولى في مجالها.
أما 'سمسم'، فهتشتغلي في مدرسة قريبة من الجزيرة هنا، هيبقى المكان آمن ليكي وللبنات.
أما الباقي، هيشتغلوا مع 'تالين' في مستشفى بابا، اللي عنده أسهم فيها."
أنت تقرأ
أنياب الورد🌹الروايه الاولى من سلسلة روايات (ورد الياسمين)/بقلم Gasmin khater
Mystère / Thrillerلما القدر يجمع بين الاخوه يربطهم رابط الصداقة بتكون اجمل القدر 12بنت كل بنت من محافظة مختلفه اتولدوا فى نفس اليوم وكمان نفس اسم القدر جمعهم ليعيشوا مع بعض المراهقة والشباب يا ترى الصداقه دى هتكلم لاخر العمر ولا القدر هيفرق بنهم دا اللى ه...