49-"النـور في عتمـة ليلٍ"

1K 74 85
                                    

وكنت أنا الغريـب بدونك، والقُـرب منكِ مُتعب،
يرحم قلبي ظُلمك ويغفر لكِ مخاوفك،
أعود لكِ بفؤادٍ يعلن دائمًا الإنتصار بكِ،
ويرى الهزيمة تتقاذف من ماضٍ مؤلم،
ليس ذنبي وما كان ذنبك لذا عليَّ تحمُلك،
فأنا وقلبـي نراكِ النور في عتمة ليلٍ،
وإن كنتي كالقمـر في لليلةٍ فيه غير مكتمـل.
_______________________________________

قبل أن ينهي كلمته كانت السيارة الخلفية اصطدمت بسيارتهم بعنفٍ فتآوهوا بذعرٍ ولا يفهموا ما سبب تلك الإصطادمات المتتالية كأنه لم يكن مجرد تهديد بل يريدون إنهاء حياتهم، فصاح يوسف بذعرٍ:
_اقف ياعمـر هنتقلب كلنا، اقــف!!

بعد خبطة عنيفة من السيارة الملاحقة تجنب الطريق وأوقف السيارة حينما وقفت الأخرى وترجل منها ثلاث رجال ضاخمة العضلات وسمينة الجسـد يقفون والشر يتطاير من أعينهم، فقال عمر قبل أن يترجل من السيارة:
_في حديدة ورا الكرسي ياحمزة هاتها عشان باين فيها عاركة

أعطاه العصا بتوتر وتنبأ بخوفٍ:
_طب بقولكم ايه ماتيجو نجري عشان العيال دي باين عليها غبية، وأنا عاوز اخش دنيا مش المستشفى

رمقه عمر بنفورٍ ولم يجيبه، ثم ترجلو الاثنين، فالتفت حمزة يمينه ويساره يحاول إيجاد منقذ له، حينما اندفع عمـر عليهم بغضبٍ وعينيه زائغة بينهم:
_في ايه يـاض يا""" أنت وهو دا انتو هتموتو انهاردة

_الي هيموت ياحبيبي هو صاحبكم عشان يعرف ازاي يشوف نفسه عليا
قالها يحيى الذي ظهر من بينهم ونظر لـ يوسف متوعدًا أن يأخذ ثأره والانتقام يتقاذف من عينيه، فابتسم يوسف بجانبية مستهزاءً به، حينما تنبأ عمر بالقادم هامسًا:
_شكلك كدة اتغابيت عليه وهيترد فينا ولا ايه؟!!

بدأت بينهم حرب النظرات يود يحيى لو يرى طرف خوفٍ من يوسف لكن حطم تمنياته وأردف بازدراءٍ:
_طب مش عيب عليك ابقى طاحنك لوحدي تجي تردها ومعاك ربع دستة رجالة

رمقه حمزة بخوفٍ هامسًا:
_متستفزوش بقى، شكلنا إحنا الي هنطحن كدة وأنا لسه عريس!!

تدخل عمر برجاءٍ ساخر:
_بقولك ايه يادكتور ماحصل خير وإحنا آسفين على العلقة الي ابننا ادهالك واعتبر نفسك عملت حادثة

رمقه يحيى بغضبٍ أشـد واندفع ينطاح سخريته:
_حادثة ايه أنا جاي اربي صاحبكم قدامكم ولو ادخلتم هتزعلو، عشان أنا مش هسيب حقي لبلطجي زيك

رفع حاجبيه بإستنكارٍ مستهان بتهديده المباشر وأردف ببرود:
_وأنت لاقيت نفسك مش راجل كفاية فجبت معاك أشباه رجالة ياخدوه بدالك؟!

صك على أسنانه بغلٍ يكاد يقتله لكن برر منعه عن ذلك بتكبرٍ:
_أنا كنت قادر افرمك يومها بس حظك إنك خدني على خوانة وأنا مش هوسخ ايدي مع اشكالك

عقد حمزة حاجبيه بإستنكارٍ متسائلًا:
_لمؤخذة بـس خدك على ايه؟!

ضحك يوسف بإستهزاءٍ يجاوبه:

مُلتقى القلوبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن