"إقتباس حزين"

3K 71 20
                                    

يتعافى المرء..
"لا يتعافى المرء من شيء اخترق جوارح قلبه"

"إقتباس من مُلتقى القلوب"

ظلت تتمايل بتلك الفستان الأبيض المنفوش بفخامة تليق بعروس تعني كضياء الألماس في قاع مليئ بفضيات لا يأخذون من بريقها شيئًا قط.. تلك الفرحة التي تقتحم معالم وجهها المزين بمساحيق التجميل وصديقاتها التي يقفان حولها محاولين بصعوبة وضع اللمسات الأخيرة على وجهها ولكن غير قادرين من عدم اتزانها بسبب هزات خصرها الرفيع وعند شعورها بحنقهم ضحكت بشرار مرح متحدثة:
_غصب عنكم مضطرين تستحملو ماهي لليلتي مش زي أي لليلة.. دي فرحة عمري وخلاص هبقى مرات يحيى والحلم هيتحقق

ألقت سما نظرة سريعة في ساعتها وهي تتحدث:
_هو يحيى اتأخر اوي كده ليه؟ المفروض يجي بقى عشان المأذون تحت

دلفت حنين من الشرفة التي كانت تطلع منها علي المعازيم وهي تهتز بفرحة محمسة:
_عاوزة اقولك ياماسة الجنينه مفيش فيها نفس، بجد الكل فرحان ليكِ وأنتِ ياروحي تستاهلي الفرح كله

قبلتها الماسة في الهواء بقُبلة تحمل حب كبير.. ثم أخذت الهاتف تتصل بيحيى ولكنه مغلق فأعادة بإتصال أخر لكن بلا فائدة فاتصلت بأحد أصدقائه وعندما أجاب قالت بحنقٍ:
_يحيى فين ياعبدالله؟

رد عبدالله بإستغراب وهو يقود سيارته:
_هو لسه مجاش معقول! انا مكلمه كان مع هيثم وقالي ساعة بالكتير ويكون عندك، الكلام ده من أكتر من ساعتين

زفرت بضجرٍ قائلة:
_ماشي اقفل لما اشوف هيثم ده اخرته ايه مع يحيى

بالفعل أغلقت وقامت بالاتصال على هيثم فأجاب فور اتصالها كأنه ينتظر تلك المكالمة مردفة:
_ازيك ياهيثم، يحيى فين؟

رد وهو يعتدل من ياقته بنظرة غير مفهومة مجاوبًا:
_مش عارف المفروض جالك، بس هو كان مع ناس تبع شغله وقالي هيخلص ويجيلك

عقدت حاجبيها بإستنكارٍ مندفعة:
_هو دا وقته شغل ياهيثم! المفروض اليوم ده لينا احنا بس

امتعض بضيقٍ وقال بنبرة تهكمية:

_المفروض اليوم ده يكون بتاعنا احنا ياماسة، بس أنتِ حرة عقلك في راسك بقى، على العموم هتلاقيه جايلك سلام.

أغلقت بعدم إهتمام لذلك العبث الذي لا قيمة له لديها، ثم قامت بمحاولة أخيرة عسى يهدأ توترها التي بات يظهر على قسمات وجهها اللامع بالمساحيق لكن لم يجيبها فأطلقت زفيرًا قويًا وشعرت بضيقٍ يحبس أنفاسها، ثم حاولت التغاضي عن ذلك بخلق عُذرًا لسبب تأخيره ونظرت لأصدقائها بحماسٍ ناطقة:

_محدش يوقف كدة كله يرقص وكله يفرح، خلاص هتجوز وهيبقي ليا بيت خاص

ثم نظرت لأنعاكسها بشرودٍ يحمل معاني لا يعلم بها سوى الله:
_اخيرًا ياعفاف معتيش هضايقني بكلامك، خلاص معتش هحبس نفسي في الأوضة عشان خايفة من مواجهتك، ربنا يرحمكم يابابا أنت وماما كان نفسي تبقو موجدين، بس انا عارفة إنكم لو موجودين مكنتوش هتوافقو على يحيى بس إن شاءالله أقدر اغيره للأحسن..

خرجت من شرودها على صوت عفاف المتحدثة بنبرة ساخره تدل على الشماتة:
_ياخسارة الفستان الأبيض دا !! بجد كان نفسي اشوفك وأنتِ بطولي بالأبيض بس جايبلك خبر معتقدش انك هتفرحي بيه..

اقتباس خفيف اتمنى دعمكم❤️

_______________________________________
بقلم:آسوى بدر

"اتمني الأحداث تعجبكم.. وتنال حماسكم..

"دي صفحتي تابعوني عشان يصلكم كل جديد بالنسبة للرواية

Aswabadr0

مُلتقى القلوبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن