50-الفصـل الأخيـر"إيـاكَ أن تخـاف.."

1.6K 68 80
                                    

إياكَ وأن تخاف شيئًا قبل حدوثه، لا تتخيَّل، واصرِف فِكرك وخوفك عن الغيبيات فهي في عِلمِ الله، واعلم أن البلاء إذا نزل على العبد ينزل معه اللطف، فإذا تصوّرت البلاء قبل أن يقع فقد استقبلت البلاء بدون لُطفٍ وأهلكت روحك.. واجبٌ عليك أن تتيقن أن لك ربٌ قيوم لا ينام، فاطمئن به، وتوكل عليه، واستبشِر، وتفاءل بالخير.
_______________________________________

_افتح يابني طريـق الخطوبـات عشــان مبشوفـش قدامي وأنا داخــل

هتف بها حمزة حينما وجد يوسف يتنظره وهتـف بمرحٍ حينما هـل طيفه:
_خـش هتجيبـك

_أنا ياحبيبي مش هسيبـك
تمايل بكتفيه وهو يغنيها فضحك يوسف واحضتنه بمرحٍ:
_مبـارك يازوم، شكلك حلو وأنت واقع في الفـخ أوي

قابل حديثه بضحكٍ وابتعد يجيبه:
_واقع ومش عاوز حد يسمي عليا، المهم أنت وعمر هتيجوا معايا، أنا مش رايح لوحدي

هز رأسه برفضٍ أطلقه صريحًا:
_مينفعش يامعلم المفروض تروح لوحدك، يقولو ايه جايب ولي أمره معاه، دا يرضيك

أجابه بثقة وجدية:
_آه يرضيني عشان والله مانا رايح لوحدي، فين عمر بقى عشان مش عاوز حجج

على ذكر اسمه دلف وهو يضرب على الباب مدندنًا:
يانجـف بنور ياسيد العرسان،
ياقمر ومنور على الخلان
آه يانجـف.. آه يانجـف.. حلو يابو العرسان

دندونها الثلاثة بمرحٍ وفتح عمر ذراعيه يعانق حمزة ببهجة:
_مبـارك يابن الحديدي، أخيرًا وقعت في ورطـة المخطوبين ومعتش حد هيبقى احسن من حد

ابتعد ونظر إلى تلك البذلة الرجولية والتي تبرز عضلاته وملامحه المنتمية للغرب في لونها، عكس ماتغرز في طباعه الشرقية، فتأمـل نفسه قليلًا وتمتم بتوهة يتذكر عيناها:

_الواحد يأخي يفضل يقولك مش هورط نفسي في الحب وفجأة تحلو الورطة في عينـه ويغرق فيـها كمان

انضموا جوار بعضهما ناظرين له ويقتبسان من نبرته صدق مشاعره، رفع يوسف مرفقه يحضتن كتف عمر لكنه أبعده بضيقٍ تذكره الآن:
_ابعـد ياعم أنا مبكلمكش ولا طايق اشوفك اصلًا، أنت فاكر لما تهرب مني طول النهار في الموقع أنا مش هلاقيك يايوسف؟

أبتسم بخفة مجاوبًا:
_لا والله مكنتش هربان بس قولت اسيبك تهدا من صدمة امبارح

نظر حمزة لهما متسائلًا بعدم فهم:
_فهموني هو ايه الحوار

اندفع عمر بالإجابة بنفورٍ:
_البيه ورطني امبارح مع ابوه في الموافقة على حاجة مش عارفها وأنا قولت اخدم صاحبك يالا وماله، طلع عشان عاوز يكتب كتابه بكرة وأنا اتركن على الرف بقى ولا اغور مش فارق معاه

حاول يوسف تبرير ذلك بمكسنة عسى يكسب تعاطفه:
_أنا كنت بحاول احايله والله عشان يوافق، ولو كنت قولتله نكتبه سوا كان قال خليكم مع بعض، وأنا كنت مستعجل اوي

مُلتقى القلوبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن