"لم اقع في الحب"
على طاولة الإفطار اجتمعوا يتناولون الطعام مبتهجين بإشراقة يوم جديد كما دأبوا أن يفعلوا كل صباح.
اقتربت هيام من والدها تقول:
- أحتاج إلى بعض الثياب الجديدة للجامعة يا أبي، لذا اتفقت مع واحدة من صديقاتي أن نمضي معًا للتسوق في نهاية اليوم.
دُهش أمير لكلامها فهذه أول مرة يجدها تقترب من صديقة ما لدرجة الخروج معها، ولأن هيام تذهب صباحًا مع أخيها فراس ويركبان معًا سيارة وافي ليوصلهما في طريقه لم تكن تتاح لها فرصة التقارب مع صديقات تتمشى معهن.
حتى في طريق العودة كان يجلبها وافي معه لأن معظم أيامه تنتهى محاضراته في ميعاد خروج هيام، لذا نادرًا ما كانت تركب سيارة أجرة وتعود وحدها.
سألها أمير:
- صديقة جديدة؟
ردت هيام تحتسي فنجان "النسكافيه":
- لا ليست جديدة لكن معرفتنا كانت سطحية حتى وقت قريب، أما الآن فتوطدت علاقتنا بعض الشيء.
أخرج أمير بعض النقود الورقية يعطيها لابنته يقول:
- ستتعذبين بركوب سيارات الأجرة لو فوتِ الركوب مع ابن خالك، ألم يكن من الأفضل أن تتعلمي القيادة وأجلب لك سيارة صغيرة؟!
رفعت وجهها له تهز رأسها نفيًا تكاد تضحك وهى تتذكر تلك المرات التي حاول وافي أو راجي تعليمها السياقة، لقد انتهت جميعها بالفشل:
- أنت تعرف يا أبي أن الفكرة ترهبني، أشعر أني حتمًا سأتسبب بحادث.
ابتسم لكلامها يفكر أنها ترهب السيارة أكثر من اللازم، حبيبة أبيها فشلت في القيادة.
تدخلت سمر تصب المزيد من الشاي لأمير:
- لابأس، الذهاب مع وافي أو راجي صباحًا أفضل من الركض وراءك في الأقسام لو صنعتِ حادثًا لا قدر الله.
قال فراس:
- أبي أنا بعكس هيام، أتمنى حصولي على سيارة صغيرة لأذهب بها إلى الكلية العام المقبل، سأتعلم القيادة وأستخرج الرخصة في إجازة نهاية العام.
أومأ أمير برأسه موافقًا فمنية نفسه أن يري ولده الوحيد ناجحًا لا يستطيع فقط الاعتماد على نفسه بل وسندًا لأختيه.
نهضت هيام لتنزل بعدما جاءتها رنة على هاتفها تخبرها بأن السيارة مستعدة، وأن وافي بانتظارهما.
- هيا أخي.. نهض معها فراس الذي في عامه الثانوي الأخير والذي تقريبا لا يكادون يرونه من شدة حبه للمذاكرة، من النوع الذي يطلق عليه آكل الكتب، دائم التفوق بامتياز، يحلم أن يصير طيارًا يحلق في السماء مع الطيور أو أعلاها ويعد حلمه هذا غير قابل للتبديل.