"حبيبتي أبداً"برشاقة اتجه إلى سيارته متجهمًا لأنه لم يرَ "هيام" اليوم، متجاهلاً نظرات الكثيرين مكتفيًا بإيماءة غير واضحة لمن يحييه.
فتح باب سيارته حين صدح رنين هاتفه، نظر إلى الشاشة فوجدها هي، كأنها سمعت نداء قلبه، أصبحت لا تفارق فكره، صورتها تجول بخياله ليلًا ونهارًا كأنها مطبوعة في عينيه وعلى جفنيه.
مرر يده على الشاشة يقول بصوتٍ أراده متزنًا:
- نعم "هيام".
جاءه صوتها الناعم جريئًا حماسيًا كما بات مؤخرًا:
- مرحبًا "وافي"، هل يمكنك أن تمر علي وأنت في طريقك للعودة إلى البيت؟ أنا في الواقع أريد استغلالك وأضعك أمام الأمر الواقع.
صمت يتنفس ببطءٍ مدركًا ما تفعله بتحايل الكلمات مؤخرًا ومحاولاتها المستمرة لجذبه كلما تباعد، فقط يريدها أن تكون واثقة فيما تريد، تنحنح يجلي صوته، يتجاهل هدير قلبه المتضخم بسعادة الوصال:
- حسنًا أنا قادم.
أغلق معها وركب سيارته يفكر أنه قد حان الوقت ليتكلم معها حول علاقتهما، لتكن الأمور واضحة لكليهما. لقد تعب من صراعِ القط والفأر الذي يعيشه، يريد أن ينالها أخيرًا ويفرح بامتلاكها، أن يأسرها في بيته كما هي في قلبه فلا تجد طريقًا للهرب منه.
صف سيارته أسفل العقار واتصل بها، أغلق الخط بحركة رفض المكالمة ودقائق وكانت معه في السيارة بسروالٍ رقيقٍ جدًا عليه فستان رقيق الخامة كذلك بأكمام قصيرة.
تنهد متضايقًا لأن السروال يظهر كل تفاصيل جسمها الممتلئ، إنه أقرب للجورب.
همس معربًا عن أفكاره:
- أظن هذا البنطال مخصص للعب الرياضة كما أعتقد؟
ضحكت بسعادة لأنه لاحظ ثيابها التي انتقتها بصعوبة، فستان قصير أحمر اللون يصل لمنتصف فخذيها، فتحته العلوية مكشكشة برقة أظهرت أنوثتها وخصرها مطوق بحزامٍ رفيعٍ أسود.
كانت تبدو غاية في الجمال والأناقة بهما، خاصة وقد عادت تعتني بشعرها ورجعت لغرتها الدائرية التي أهملتها كثيرًا مؤخرًا فانساب شعرها بنعومة على جانبي وجهها.
غمغمت ويدها تمسد نهايات شعرها تلوي خصله لتلفت انتباهه لغرتها:
- إنها أحدث الصيحات الحديثة، هل راقتك؟
منع نفسه من نقد ثيابها بطريقة مباشرة:
- لا أظن كل الصيحات تلائمنا، علينا اختيار ما يتناسب معنا.
كان مسحورًا بابتسامتها ورقتها فعاد بعينيه سريعًا يركز على الطريق ثم استدار لها مجددًا عاجزًا عن مقاومتها، شفتاها ورديتان لامعتان وحاجباها مرسومان بطريقة احترافية.