عشقها يهدر بوجدانيتنظر إلى النجوم فتثير أشجاني
عشقها يهدر داخل وجداني
أتساءل أتناجينني؟ أتعشقني؟ أتهواني؟
همست معترفاً.. أعشقكِ نيراني
أعشق قربًا هز كياني
أعشق حباً غيّر حياتي
أعشق حنينًا أثار أحزاني
أعشق موجة جابت شطآني
أعشق توقكِ وأنتِ بين أحضاني
أعشق عينيكِ تسبران أغواري
نعم أعشقكِ بكل كياني
وحدكِ حبيبتي وكل آمالي
بعشقك لا أعود أعاني.
***
فتحت عينيها على الشعور بحركة خلفها فنهضت فزعة تبحث عن مصدر الحركة فلم تجد سوى الهواء يحرك أغصان الشجر، بغيظ تطلعت إلى "راجي" المسبل أهدابه بجوارها يغط في نوم عميق، تنهدت بيأس تتمتم لنفسها:
- كنت أعرف.
فتح عينيه على حركتها وهي تستقيم جالسة هربًا من أشعة الشمس التي تتوهج في كبد السماء مرسلة أشعتها الحارقة، متخذة زاوية معها باتت تلسع بشرتها كأنها تنتفض بكل طاقتها قبل أن يدحرها مجيء الظلام فتتراجع مقهورة أمام سطوته.
تمتم يرمش بعينيه لا يستطيع مواجهة الضوء:
- ماذا؟
لكزته في كتفه:
- لقد نمت يا سبع الرجال وتركت الحشرات والأوراق وكل ما هب ودب يزحف عليّ وأنا نائمة.
استقام يتطلع إلى وجهها العابس وشعرها المبعثر، تشبه لحد كبير أحد المتسولين الذين يقفون جوار إشارة المرور وإن كانوا لا يصلون لجمالها، لكن لهم العنفوان والنظرات الحادة نفسها التي تخبرك أن التسول حقنا نحن لا نشحذ منك، وإن كان لسانهم يقول العكس فيدعون لك وهم على أهبة الاستعداد للشجار حال الرفض.
أطلق ضحكة ساخرة:
- لا.. لا تقلقي، لم يمشِ عليكِ أي شيء، كنت مستيقظًا طوال الوقت ومنعت ثلاث نملات من الوصول إليكِ، جلالتكِ تأمرين.
حدجته بغيظ لأنه يسخر منها فأكمل أمام عينيها يمعن في إغاظتها:
- أهذا شكلك بعد الاستيقاظ من النوم؟ حتمًا سأصاب بذبحة قلبية بعد الزواج وأنت برأس ميدوسا هذه.
تأففت بحرج ومدت يديها تمسد شعرها تحاول ترتيبه عبثًا فالمشط لم يمشِ فيه بعد أن غطست في ماء البركة مما جعله يجف متخذًا أبشع صورة تكون عليها الأنثى:
- لا يوجد مشط ماذا أفعل أنا؟
أتاها صوته ساخرًا هامسًا كأن حولهما جمع سيسمع: