دعيني أحبكِ
أسكن بين ذراعيكِ
أشبع من أحضان قلبكِ
أرتوي بحنان صدركِ
أتنفس شذى عطركِ
أملأ صدري بأنفاسكِ
أتوغل في ذاتك
بتمهل أحصي مسامك
برفق أتلمس أهدابك
أتوحد بكِ.. أملكك
فقط.. دعيني أحبكِ
جلس في سيارته الصغيرة منتظرًا نزول هيام وفراس، لم يستطع أن يعطيها رنة كل يوم فأعطى تلك الرنة على جوال فراس ..كما لم يستطع النوم أمس، قضى ليلة مرهقة انتهت بنومه في الشرفة لعل الهواء البارد المحمل برائحة الحدائق المحيطة بمنزله تجلب النوم لعينيه، ها هما نزلا يسيران نحو السيارة.
نظر إلى الأمام بثبات لن يكلمها ولا كلمة، إذا كان هذا ما تريده هي فليكن.. هو لن ينسى ما قالته أمس عن عدم رغبتها في الذهاب معه ولولا المسؤولية التي أعطاه إياها العم أمير لتركها وذهب عندًا فيها لتذوق مر سيارات الأجرة وحيدة تلوحها حرارة الشمس فتتحسر على تلك المكيفة التي ترفسها بقدميها هربًا منه، فور سماعه لانغلاق الباب يصاحبها تمتمة خافتة من فراس قاد سيارته الصغيرة يمنع نفسه قسراً من النظر في المرآة ليراها.
يكفيه عذاب عطرها المميز الذي تغلل في حواسه حينما حضرت، لا يعرف عطر بشرتها أم عطرًا صناعيًا.. يكفيه أن يذكر نفسه بكم الغباء الذي تصرفت به أمس ليقسّي قلبه عليها.. ويقتنع بنسيانها، أي حب هذا الذي يحيا وينمو من طرف واحد، إنه حب عاجز لن يجلب لقلبه سوى المزيد من الوجع، لن يجلب لحياته سوى الكثير من الأرق والسهاد.
لم يشعر كيف وصلوا ولا متى، نزل فراس في الطريق دون كلام اندفعت هيام خارج سيارته غارقة في أفكارها كيف تتجنب فاتن بعد أن أخذت أوامر صارمة من أبيها؟ لن تخرج معها بعد الآن وهكذا تكون التزمت وفعلت ما تستطيع لتقلل علاقتهما، ستكلمها في المحاضرات فقط حين تضطرها الظروف لذلك وهذا كل ما تقدر عليه حاليًا.
سارت في المدرج الممتلئ بالطلبة تجنبت الجلوس جوارها كبداية، كانت فاتن سبقتها لمكانهما المعتاد وما أن سمعت صوت اسمها من زميلة أخرى حتى عدّتها حجة مناسبة لتجلس جوارها فاتحة أي حوار معها، تحاول التآلف لتشكل لها مهربًا مستمرًا.
سألتها زميلتها سؤالًا لم تفهمه جيدا في المحاضرة الماضية فبدأت تشرحه لها بتفانٍ حتى بدأت المحاضرة، أما فاتن فكادت تجن وهى ترى هيام تتجنبها هكذا دون حتى إلقاء تحية الصباح، هي من ظنت نفسها وجدت صديقة حقيقية كادت تدافع عنها بحياتها، عادت تهدئ من غيظها فالصداقة ليست بالقوى وحتمًا هيام تخشى وافي بعد ما حدث أمس، لكن وافي ليس هنا ولن يعرف أن تحدثتا أم لا، أي إنها تتجنبها عن اقتناع هذا جعلها تخرج حزينة بعد انتهاء الدوام خاصة بعد إلقائها التحية على هيام التي ردتها بكل عملية وابتسامة ثابتة لا روح فيها مما جعلها تتحسر على حالها، في النهاية اختارت رضا وافي عن صحبتها.