"الغدر موجع"
.............................
غدرك ألم يسري بكياني
يعذبني يحطم كل أحلامي
يستأصل عشقًا احتل وجداني
يا من كنت حبيبي وشريك أيامى
تهدئ لوعتي... تمسح دمع أشجاني
أما وقد تهت عن دربي
وضاع منك عنواني
تهون عليّ حبيبي...
وقد هانت عليك عهودي
تهون عليّ حبيبي...
كما هانت عليك دموعي
تهون علي حبيبي...
بعدد مرات خداعي
ويوم تحن لأحضاني
وتبكي مشتاقًا إلى حناني
سيكون همسي وجوابي
وداعًا فقد هُنتَ حبيبي.
ظلت تجوب شقتها تتطلع إلى الألوان التي بهتت كثيرًا، عشر سنوات مرت على زواجها ليست بالفترة الكافية ليخونها، أحقًا تكذّب ما رأته بعينيها وسمعته أذناها خوفًا من انهيار حياتها؟ أكانت تفضل أن تظل عمياء ولا ترى واقعًا لا تستطيع احتماله ولا تقدر على تقبله، كثيرًا ما شعرت ببروده في فراشهما فتكلمه وتتدلل عليه، وكلما حدثته عن فتوره وبرود رغباته يحدثها عن الشبع وكيف هو نعمة يحمد الله عليها.
لقد تأخرت قليلاً في الإنجاب لأسبابٍ لا تعرفها وفي النهاية حملت بابنها "أحمد" قرة عينيها ذي الثلاث سنوات، ولقد اتفقا أن تحمل مجددًا قبل أن تجري بها الأيام ولكن الله لم يشأ حتى الآن فما ذنبها؟
كثيرًا ما أجرت فحوصات ودارت في حلقة مفرغة من طبيبٍ لآخر حتى استسلمت لمشيئة الله، لطالما علمها أبوها هذا. لا يوجد ما هو أفضل من القناعة والشكر.
إن أراد الله أن يمنحها طفلًا واحدًا فستكون شاكرة طالبة أن يحفظه سالمًا لها وكفى.
أترى "رشيد" تزوج عليها لينجب طفلًا آخرَ ومن معه زوجة أخرى يخفيها عنها كي لا يجرح مشاعرها؟
لا، لا ليس من حقه أن يتزوج دون أن يبلغها، يجب أن تعرف وتحدد اختيارها أليس هذا أمرًا كفله الشرع لها؟
أما استغفالها فلا تقبله البتة، ليس بعد عشرة السنوات يذبحها بهذه السهولة.
كانت قد أطفأت هاتفها بعد محادثتها لأبيها القادم في الطريق كما أبلغها، حين شعرت بمفتاح يدور في الباب لكن هي أغلقت المزلاج وقررت اتّباع سياسة الصمت لحين وصول أبيها.
شعرت بالدموع تفيض من عينيها تهددها بالانهمار دون توقف، هزت رأسها تعد نفسها بأنها قوية، لطالما كانت قوية وهي لن تبكي عليه، لن تبكي على "رشيد" بعد الآن، هو لا يستحق دموعها، سواء خانها أم تزوج أخرى لن تكمل معه، الغدر لا تستطيع التعامل معه ولن تستطيع تخطي مشاعرها ولا قبوله في فراشها بعد الآن.