(الفصل الخامس)
"عشقي وعذابي"
يا كل أسبابي، عشقي، عذابي
كيف أنساكَ يا عذب أيامي
يا حلم طفولتي وشبابي
يا من هدهدتني في بكائي
وشاركتني بهجة أفراحي
ما زلت أسمع صوتك يدوي
أطوف أبحث عنك حولي
يا من بعينيك ملاذي
ساكن قلبي وخيالي
حبك مكمن عذابي
وحدك مالك فؤادي
يا من كنت لحياتي
دربي وكل أماني.
بخطواتٍ أرادتها ثابتة خطت "هدى" مع "نانسي" داخل مكتب طبيب "أمير" وقد أصرت تلك الأخيرة أن تدخل معها لتقلل من توترها، تتعلل بالتسليم على العم "أمير" الذي استقبلهما بترحابٍ لبق، ناهضًا من كرسيه مسارعًا بمد يده. أيفعل هكذا مع جميع مرضاه؟
أشار إليهما لتجلسا على الكراسي المواجهة لمكتبه بحركة بدت تلقائية وعفوية منه، سأل "نانسي":
ـ كيف حال والديكِ؟
أجابته تجلس بعد أن لاحظت نجاحه بكسر ذلك التوتر الذي يملأ نفس "هدى":
ـ إنهما بخيرٍ عمي، يسلمان عليك.
جلس أمامهما مكملاً:
ـ سمعت أن "راجي" استلم عملًا في شركتكم؟
أومأت له "نانسي" برأسها وقد لاحظت نظراته إلى وجهها بتدقيق وقت نطقه لاسم "راجي"! أتراه يعرف بعشقها له؟
أخفت توترها ورسمت ابتسامة هادئة قررت أن تسترسل في الكلام لتقضي على أي شكوك لديه:
ـ نعم إنه يدربني الآن، يشرح لي أشياءَ مبدئية في الهندسة.
أومأ برأسه وقد التف بوجهه ناحية "هدى" في تلك اللحظة التي شعرها وقد استرخت بالكامل:
ـ ألن تعرفينا إلى صديقتك؟
ـ إنها "هدى الفايز" إخصائية أسنان.
رحب بها "أمير" مجددًا معلقا بلهجة مرحة:
ـ أهلاً بزميلة المهنة.
ابتسمت "هدى" بارتياحٍ بعدما وجدته رجلًا خفيفًا على القلب أكثر مما توقعت! لقد حكت لها "نانسي" عنه لكنها لم تتخيل مدى براعته في مقابلة القلقين من مرضاه، ورغم أنها تدرك أن ما يفعله جزءًا من طبيعة عمله بصفته طبيب نفسي ليجعل المريض يسترخي ويفضي بكل مشاعره فإن هذا لم يمنع شعورها بالاسترخاء بالفعل!
نهضت "نانسي":
ـ سأنتظركِ في الخارج "هدى" خذي راحتكِ سأفتح موقع التواصل الاجتماعي لأتسلى ريثما تنتهين.