"حلم أول"
بعد أسابيع...
ـ حسنًا لقد صار المكتب جاهزًا بالفعل ولم يتبقَ سوى فتحه واستلام أول مشروع.
قالها "باهي" وهو يسير ببطءٍ بجوارِ "راجي" وهما في طريقهما للخروج من باب المشفى.
وقف "راجي" يلهث قليلاً ويده تمسد صدره حيث مكان إصابته، يقول بامتنان حقيقي:
- شكرًا "باهي" لقد أتعبتك كثيرًا بطلباتي في الفترة الماضية.
ابتسم الأخير يقول:
- لا بأس، دعنا من هذا الأمر، أكثر ما ضايقني في إصابتك اضطراري لتأجيل خطبة "هدى" رغم أنني أراها كل يومٍ هنا لكن أخشى فرارها مني، أفضّل أن أسرع كي لا تفكر في التراجع.
تمتم "راجي" بضيق:
- لقد قلتُ لك اخطبها بالفعل، أنت من رفضت زيارة أهلها حتى الآن فلا تحملني ذنبك.
قال "باهي" يعود للسير بجوار "راجي":
- أريد أن أكون معها كاملاً وإصابتك كانت تشتتني، كيف أفرح وأنت بالعناية المركزة؟ اليوم موعدنا مع زيارة أهلها، أخذت موعدًا فور معرفتي بخروجك من المشفى.
قال "راجي" بصدق:
- أتمنى لك كل السعادة "باهي".
أجابه يواجه عينيه:
- وأنا مثلك "راجي" أتمنى لك كل السعادة والنجاح، حظًا سعيدًا في مشروعك الجديد مع "نانسي".
تهرب بعينيه كما توقع "باهي" بالضبط، فابتسم الأخير وهو يلف ليفتح باب سيارته تاركاً أفكاره تحلق بعيداً حيث تقبع حبيبته تلعب مع كلبتها.
********
قالت "شهد" لـ"شروق" وهي تهم بالخروج بعدما قدمت الأوراق لها بطريقة عملية تمامًا بعيدة عن الودية:
- ألن تباركي لي "شروق"؟ اليوم سأخطُب لـ"باهي"، سأخطب "هدى" صديقة "نانسي" لو تعرفينها؟
تطلعت إليها "شروق" دون كلام رافعة أحد حاجبيها، فأضافت "شهد":
ـ ماذا؟ هل سنظل متخاصمتين لمدة أطول؟
ـ بعد إذنك أستاذة "شهد".
تلك كانت الجملة الوحيدة التي نطقتها "شروق" ببرود، لا تزال منزعجة من تلك الأخيرة بعدما خانتها وخبأت عنها موضوع سقوط الطائرة فظلت هي تتنعم بالسرير الدوار بينما ابنها يخوض الأهوال بمفرده.
شكرت ربها في سرها لنجاته للمرة المائة، خاصة من الطلق الناري الذي تلقاه لأجل "نانسي".
"نانسي وراجي" يبدو أن قصة أخرى عن عشق ملتهب تلوح بالأفق.
فكلما زارته "نانسي" وجدت اللهفة في عينيه لرؤيتها لتتأكد من شكوكها. وكلما ابتسمت لابنها بخبثٍ بعدها تحثه ليحكي عما كان يفعله هو و"نانسي" على الجزيرة وحدهما فيتهرب بعينيه ويسبل أهدابه وكأن النوم حل عليه فجأة بثقله، حسنًا فلتدعها الحين من الثنائي اللذين يسعيان لبناء نفسيهما ولتركز في موقفها الحالي من "شهد".