"حفل زفاف"في حفل زفاف ضخم حضره كبار رجال الأعمال والصناعة وبعض الوزراء كان "أمجد" يحيط "شهد" بذراعه، يستقبل التهاني من الناس فرحًا بابنه البكر العريس.
"نانسي" تهلل بسعادة وتقرص العروس في ركبتها كل نصف ساعة وتدعو من قلبها:
- يا رب اجعلني التالية.
في حين تتأوه "هدى" من غدرها المؤلم وتوبخها:
- لا أصدق أن مهندسة مثلكِ وتصدقين تلك الخزعبلات!
أجابتها "نانسي" بهمسٍ لئيم:
- اصمتي "هدى"، ألستِ أنتِ من ترين أنك شؤم على العابرين بحياتك؟ كدتِ تقنعينني يومًا.
ختمت كلامها تنحني بسرعة تطبع قبلة على وجنتها:
- قمر وعسل هنيئًا لك بها "باهي"، ركعتها على ركبتيها.
حدجها "باهي" بتوبيخ صامت في حين عبست "هدى" تفكر في المعنى الخفي لكلامها حين سمعت صوته يقول:
- بل أنا من ركعت لها لترضى بي فترفقت بحالي.
التفت نحوها يحدق في بحارها التوبازية التي زينتها بالكحل فزادت فتنتهما:
- ميت أنا لا محالة بعيدًا عنكِ توبازية.
أمسك كفها الباردة وقبّلها يراقب ابتسامتها تتسع وتتخطى مخاوفها:
- أشكركِ لأنكِ وثقتِ بي واخترتني أنا.
كانت تدوي في المكان أغان موسيقية ارتفعت في البداية بطريقة هادئة لتتبعها الأغاني الشعبية ذات الكلمات الخفيفة جعلت الجميع يتخلى عن وقاره، بعضهم يتمتم مع الأغاني الكلمات بلؤم ويفسرها بمعنى مغاير، ومنهم "شروق" التي ضربت بكتفها بدلالٍ صدر "أسامة" الواقف خلفها وهي تردد وتعيد له الكلمات:
- وأقعد قدام، وأشد اللجام.
فيكون رده ضحكة عالية يتبعها هامسًا بخبث علمته إياه:
- دعيني أفكر في عرضكِ أولاً.
وبعضهم يتراقص متمايلاً كما تفعل "نانسي" بالضبط وهي تتمايل برشاقة بين "باهي وراجي" اللذين يرقصان بفرحٍ حول العروس التي لا تتجاوب معهما سوى بابتسامات خجل، تكرر كلما دفعاها للاهتزاز برعب:
- لا أعرف صدقًا لا أعرف الرقص.
كانت "هيام" جالسة على مائدة واحدة مع عائلتها وعائلة خالها تراقب من بعيد بتحسرٍ كل الفتيات وهن سعيدات ضاحكات، فانتبهت أن معظم من هن في سنها تزوجن وبعضهن لا يزلن في طور الخِطبة.
أما هي فلا تزال تضع كفها الصغيرة في ذراع أخيها "فراس" وترفع عينيها كل لحظة تبحث عن آخر بين الجموع، تخشى أن يكون برفقة إحداهن.
أنت تقرأ
أسيرة ظله
Любовные романыرومانسي اجتماعي دراما فصحي متوفره ورقيا بدار ابداع للنشر والتوزيع