الفصل الثالث والعشرون

288 21 8
                                    

         "حب أبدي"

انتظرتك طويلاً وأنت معي

 تحيطني وتدور حولي

غفلت عن رجولتك هزتني

عشقك يهدر يجذبني

بإخلاص وتفانٍ يأسرني

عيناك لا تريان سواي

قلبك لم ينبض لغيري

دقاتك تتسارع بقربي

عشقك قوي يجرفني

عمياء أنا اعذرني

أحبو إليك بوجلٍ علمني

كيف أتغنى بكلمات عشقي

أتهجى لك باللغات وأروي

أحبك حبيبي حبًا أبديًا.

فتحت عينيها في الصباح تتطلع إلى الثريا المعلقة مظلمة، الإنارة تخرج منها ضعيفة كروحها التي أشبعها "باهي" ولم يشبعها، كان معها عنيفًا قاسيًا حتى أنها تألمت كثيرًا وأنّت بشكوى، لم تلقَ صدى لديه سوى بنظرة ساخرة أتبعها بإغماض جفنيه مكتفيًا بلذة الشعور الحالي مغلقًا أهدابه ليهرب من ماذا لا تعرف.

أتراه يهرب من عينيها اللائمتين؟ أم من أحاسيسه الحانقة؟ مستبعد أن يكون هاربًا من عشقها وإن كان الأمل لا يزال يراودها.

شعرت بوجوده الساكن فاستقامت بجسمها تسحب الملاءة تستر نفسها وما ظهر منها، رأته هناك جالسًا على الكرسي في نهاية الغرفة حيث الركن المظلم لا يظهر شيء من ملامحه، فقط دخان سيجارته يتبعثر في الهواء حوله، تراجعت تسند ظهرها إلى الوسادة تستكين قليلاً تدرس صمته لا يبدو أنه نام مثلها.

عقدت حاجبيها تلف تنظر إلى وسادته وكأنها تسألها بدلاً منه حين سمعته يقول:

- هل أشبعتِ رغبتكِ أمس؟

انتفضت بصدمة لسؤاله الفج تعيد وجهها له بعينين متسعتين، حدقت بملامحه الجامدة تحاول تفسير المقصود من سؤاله فاسترسل هو:

- لا حاجة إلى البحث عن إجابة أنا أدرك أنني فعلت.

نهض من مكانه فارتفعت عيناها لعينيه، لا تراهما بوضوح، يغلفهما الظلام.

هزت رأسها بالنفي تلقائيًا:

- الأمر لم يكن بيننا حاجة إشباع.

خطا نحوها خطوة فخرج لدائرة الضوء الخافت يقول:

- الرغبة حاجة قوية لا تستطيعين تجاهلها أبدًا، شكرًا لأنكِ أشبعتِ حاجتي أيضًا.

هزت رأسها تقول:

- أنت زوجي هذا حقك!

خطا ليصير أقرب ليكمل وهو يطفئ لفافة التبغ على المنضدة القريبة لفراشها:

أسيرة ظلهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن