الفصل الاول

2K 36 10
                                    

"أحبكِ مرتاب"

...................

آسف حبيبتي أحبكِ مرتاب

أتوق إلى مسكِ سوط العقاب..

أهيل عليكِ كل العذاب؛

لأسمع منكِ ما يستطاب..

لعل دموعكِ تمحو الذنوب..

لعل آلامكِ تخفي العيوب..

أعود أحن لليالي اقتراب

ذاكراً حباً أطار الصواب

حلقت فيه حتى السحاب

أترينني ألين فأنسى الحساب؟

آسف حبيبتي هذا السراب

ما زلت أمسك سوط العقاب

ضائع بعشقي بين الضباب

آمل بلقاء بلا عتاب

يسقط فيه سوط العقاب

آسف حبيبتي، أحبكِ مرتاب.

في قاعة المحاضرات الضخمة لكلية الطب جلست "هيام" تستمع لوالدها بفخر يلقي إحدى محاضراته الأسبوعية في الطب النفسي، لقد صارت تعشق تخصص أبيها لكنها تشعر بعدم قدرتها على استيعابه.. ابتسمت لنفسها مفكرة يكفي طبيب نفسي واحد في العائلة.. ما به طب الباطنة أو الأطفال؟ إنها في السنة النهائية وبعدها ستختار التخصص في أحد المستشفيات العامة لتمارس المهنة تحت إشراف طبيب خبرة أو قد تعمل طبيبة ممارسة دون تخصص.. سترى وقتها.

كانت تلاحظ نظرات زملائها المبهورة بأبيها فلا يزيدها هذا سوى فخرًا به.. بعد أن انتهت المحاضرة وقفت تراقب الفتيات يتجمعن حول الرجل الذي ملأ الشيب فوديه لكنه بدا في غاية الجاذبية رغم ذلك.. تتوالى عليه الأسئلة تباعاً.

- طبيب "أمير" كيف تظهر عوارض انفصام الشخصية؟

- هل نجح الطب في شفاء المرض تمامًا، أم يظل المريض يتناول العلاج طوال حياته؟

تنحنح طبيب "أمير" وبدأ يجيب برزانة كعادته تباعًا على الأسئلة حتى فرغت جعبة الطلبة من الأسئلة، أحاط ابنته بذراعه بعد أن سار خطوات نحوها يقول:

- هيا فتاتي تأخرنا على الغداء العائلي وستقتلنا والدتك لا محالة.

ضحكت بلؤم:

- بل ستقتلك أنت وحدك حين تعرف كيف تجمعت الفتيات حولك يا سارق قلوب العذارى.

ضربها على رأسها بخفة يقول معاتبًا:

- تأدبي يا بنت لا يليق بكِ هذا الكلام، كونى رزينة كأبيكِ وانتقي ألفاظك.

تمتمت بتذمر:

- سأحاول. عادت تهمس تغمز له بإحدى عينيها:

- لا تقلق يا أبي، سرك في أمان معي.

سبقته لركوب السيارة فتنهد مستسلما، إنها كأمها عنيدة لتحصل على ما تريده.

بعد دقائق وصلا منزلهما في منطقة راقية بعد أن غادرا ذلك المنزل القديم الذي تزوج فيه "سمر"، فقطن بشقة في ذات البرج الذي يقطن به "أسامة"، بعدما أخبره ذاك الأخير أن شقة في الطابق ذاته ستخلو وصاحبها يود بيعها لينتقل لمنطقة أخرى.. فسارع بشرائها مبتهجا لفكرة سكن "سمر" قرب "أسامة" وقد عانت تلك الأخيرة من وحدة مريرة بعد وفاة والدتها وساءت نفسيتها لدرجة تشبثها به كارهة فراقه ليذهب إلى عمله، ولأن أسامة آخر من بقي من أسرتها فقد قدر احتياجها إلى قربه.. لكم حنقه هذا، كأنه وحده لا يكفيها!

أسيرة ظلهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن