الفصل الثامن والعشرون

402 20 6
                                    

    

                            "أمل يتجدد"

كانت تعد فناجين (النسكافيه) تتغنى بغنج بكلمات إحدى الأغاني المفرحة بتفاؤل ورقص، تهز خصرها تتمايل في بيجامة حمراء اللون من (الساتان) قصيرة السروال ذات حمالات رفيعة:

- الدنيا ربيع والجو بديع، قفلي على كل المواضيع، قفل، قفل، قفل.

شعرت بيد تلمس خصرها تلفه بنعومة لتطوقها فأطلقت صرخة مجفلة، تشعر بتخاذل ساقيها لكن مجفلها كان قد طوقها بيديه وسندها إلى صدره بعدما أدارها بخفة لتواجهه ليرى عينيها المتألقتين بفرح كأيامه معها.

أطلقت ضحكة أعقبتها أن سكنت مطمئنة على صدره تتلمس بكفها ضربات خافقه فقبل أنفها برقة:

- صباح الخير يا هدهد الصباح.

عقدت حاجبيها وباستنكار سألته:

ـ هدهد؟

قبل وجنتها الناعمة يؤكد:

- نعم هدهد، فصوتكِ شبيه بزقزقة العصافير، بالمناسبة ما تلك المواضيع التي تريدين أن تقفلي عليها تحديدًا؟

من تصلبها بين ذراعيه شعر أنه أخطأ السؤال، لا يزال يعاقبها دون قصدٍ منه، دومًا أثناء حميميتهما تراوده صور وتخيلات كأحداثٍ مع خطيبها، تخيلات لا يطيقها ولا يحتملها لا يظنه سيتخطاها أبدًا، صور تؤلمه تجعله عنيفًا معها رغمًا عن إرادته، كأنه يفرغ غيظه وألمه في عنفه يعاقبها لأنها عرفته قبله.

وهي لا تعترض أبدًا، تتقبل عنفه بلين، وقسوته بحب فيشعر بالدونية لما يفعله بها ويندم لأنه لم يتماسك أكثر.

صورة وراء صورة يطردها من ذهنه يقنع نفسه أنها فقط كانت متزوجة "سامر" قبله وعليه عدم التفكير في الأمر ليستقيما بحياتهما وتجد نفسيهما الراحة.

رغم أنها أقسمت له أنها كانت فقط مرة واحدة بينهما فإنه لم ينسها، لا يزال يعاني ليتجاوز الأمر، لكن حينما يكون معها يتذكر ويشعر بألم حارق بقلبه لا يستطيع التحكم به، يقسو عليها، يعاتبها بلغة الجسد، كأنه يريدها أن تشعر به وتشاطره وجعه الذي يشعر لكنه لم يعد يهينها أو يفتح معها ذلك الموضوع الذي قررّا إغلاقه دون الرجوع إليه، لقد اختار أن يعود لها بإرادته والبكاء على الأطلال لن يفيد في التقدم بعلاقتهما.

همس يراقب بشرتها تشحب:

- إليك أول موضوع سنقفل عليه اليوم، لقد زرت "أمير" أمس وأخبرني أنكِ ستتوقفين عن العلاجات التي تساعدكِ على المشي بما أنكِ بدأتِ تسيرين وبخير الآن.

غمغمت بقلق:

- لم تقل إنك ستزوره دوني، أنا أسير داخل المنزل فقط أتعثر أحيانًا فهل أخبرته بذلك.

أسيرة ظلهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن