الفصل السادس عشر

308 20 3
                                    

                                "أحبكِ"

انتهت "هدى" من قراءة تلك القصيدة الشعرية على هاتفها وهي تنتظر دورها في عيادة الطبيب "أمير"، رددت دون وعي تتأمل الكلمات "أحبكِ واحة هدأت عليها كل أحزاني".

رمشت بعينيها وهي تتخيل أن تلك الكلمات تنطبق على حياتها مع "باهي" كيف يمحو حزنها ويعطيها الأمل للغد.

قبل أن تستمر في أفكارها أشارت إليها الممرضة لتدخل:

- تفضلي.

خطت للداخل راسمة ابتسامة مهذبة تقول بمرح:

- أتظن وجهي كان سيئًا عليك أيها الطبيب؟

نهض الطبيب "أمير" يستقبلها يمد يده بترحابٍ حقيقي:

- ولا للحظة يا "هدى"، أهلاً بكِ سعيد لأنكِ بخير.

جلست على الكرسي بسلاسة تكمل:

- للحظة شعرت أنني وجه نحس على كل من أقابلهم، لكن بدأت أشك في حقيقة ذلك وأنا أراك معافى، ولحسن حظي صديق النادي بخيرٍ أيضًا.

جلس الطبيب "أمير" على كرسيه وارتكز على حافة مكتبه يخفي ابتسامته متخيلاً وجه "هدى" لو أخبرها أنه يعرف من هو بالفعل صديق النادي ولا داعي لتخبئة اسمه.

قال بذكاء:

- أرى أيضًا تطورًا واضحًا في نفسيتك، هل الفضل لعلاجي أم لصديق النادي الذي تتجنبين قول اسمه حتى الآن؟

ضيقت عينيها بمكرٍ وكتمت ابتسامتها لملاحظته الذكية:

- أظن كليهما، لكن لا يزال جزء مني يخشى التقدم للأمام في علاقتنا.

تنحنح وصمت لحظات يدرسها ملاحظًا ذلك التألق في عينيها، إنها سعيدة مع "باهي" لقد نجح الشاب.

ـ أريدكِ أن تفكري في أمرٍ واحد، كلما شعرتِ بالتردد معه، هل أنتِ سيئة لدرجة تستحقين معها الدفن حية لبقية حياتك؟ لا تتسرعي في الإجابة ولا في أخذ أي قرار، فكري أيضًا أن كل إنسانٍ من حقه أن يحصل على السعادة في حياته، إنها فرصة وعلى الذكي استغلالها؛ ليعيش مرتاحًا، واعلمي أنّ كلًا منا يستحق فرصة أخرى.

تنهدت تقول:
ـ أظن أن شكسبير هو قائل هذا الكلام، لقد سبق وقرأته وشغلني كثيرًا بالفعل.

هز رأسه نفيًا:

- ليس مَن القائل هو المهم، المهم هو الإيمان بالجملة والسعي وراء السعادة، اجعلي في حياتكِ هدفًا تسيرين نحوه بعزم وما إن يتحقق هدفكِ وتستمتعين بنجاحكِ سيكون عليكِ وضع هدف آخر أمام عينيكِ وهكذا ستظلين دومًا تعيشين بالأمل كأي إنسان طبيعي.

 أضاف أمام صمتها وترقبها لكلماته:

- أنتِ تعرفين الصواب وتحتاجين إلى دفعة ليس أكثر، لذا ابتسمي دومًا وتفاءلي لإشراقة اليوم الجديد وتقبليه بفرح شاكرة الله على نعمه عليكِ التي لا تعد ولا تحصى، فقط تأملي فضله دومًا، حينها ستدركين أنكِ تنعمين بالصحة والمركز الاجتماعي والجمال الجسدي، كلها نعم من الله اشكريه عليها وتنعمي بها.

أسيرة ظلهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن