"دعيني أحبكِ"
تنظر إلى وجهه كل لحظة كأنها تتأكد من أنه هو!
نعم هو "وافي" من ترتدي له الأبيض وتركب معه السيارة متوجهة إلى شقتهما الصغيرة التي انتقت فرشها على ذوقها، ما زالت تذكر يوم أتت تفرش ثيابها وكيف خجلت حين أخرجت العمة "شروق" ثياب العرائس العارية وقف "وافي" متفرجًا بكل وقاحة، كأن من حقه المشاهدة على كل ما يُرص.
خرج بعدما توسلت وقاربت البكاء، تراهم سيفتحون حقيبة الثياب الداخلية أمامه وهو لا يزال متسمرًا دون حراك حينها حدجته "سمر" بابتسامة لئيمة:- يكفى يا "وافي" عليك هكذا اليوم، اخرج.
وقتها خرج بابتسامة عابثة وهمس لها أثناء مروره:
- سأعود ليلاً وحدي وأرى كل شيء بمزاج، قطعة، قطعة.
شعرت بكفه تضغط على أصابعها الرقيقة تجذبها للحاضر، لفت تسأله بحنقٍ ووجهه مشتعل:
- هل شاهدت بالفعل ثيابي كلها؟
ضحك متلذذًا بخجلها وقال يريحها بعد صمت مغيظ:
- لم أفعل، برأيك ما قيمة الثياب إن لم أرها عليك.
لم ترتح لإجابته بل شعرت بالقلق يتسرب لداخلها أكثر، لا تتخيل ما هو خاص وقادم بينهما، عادت تركز على ملامح وجهه إنه "وافي" لا داعي للقلق.
صعدت للشقة فوجدت الخالة "شروق" في استقبالها بالزغاريد هي وأمها التي احتوتها بذراعيها:
- مبارك بنيتي.
أرادت جذبها لغرفة النوم لتطمئنها حين شعرت بتوترها، فقط ستخبرها أن الأمر لا يخيف وليس عليها التوتر لهذا الحد. هي ما زالت تذكر كيف ارتعبت من هكذا ليلة وقضتها في بؤس بسبب صديقات السوء.
لكن يد "وافي" جذبتها تمنع تحركها وضمها لصدره يتمتم:
- لا تأخذي عروسي يا عمتي، اتركيها لي.
نقلت "سمر" أنظارها بينهما ولاحظت سكون "هيام" تحت ذراعيه فأومأت تغمزه:
- ترفق بها يا ولد، إنها ابنتي الوحيدة.
قال مازحًا بفرح لا يصدق أن بابًا واحدًا سيغلق عليهما، صارت له وملكه ما عاد أحد قادر على انتزاعها من بين ذراعيه:
- فقط قد آكل إصبعًا أو اثنين لا تقلقي.
ضربته بخفة على ذراعه وغادرت مع أمه وأغلقتا باب الشقة خلفهما، مضى وأدار المفتاح بالباب المصفح ثلاث تكات وكم حلم وحلم فقط بغلق الباب.
لف ينظر إليها عروسته بفستانها الأبيض مالكة قلبه وروحه وكل ما به، الماضي حيَاه بها والآتي سيكون معها وما أجمل حاضره الآن.
اقترب منها على مهل يتمتع بكل لحظة من التقرب الحلال حتى صارا يتنفسان الهواء نفسه، دار حولها يعلن ملكيته لقلبه وعقله ولها.