الفصل السابع

348 19 0
                                    


كلمة كانت قدرنا أنا و "يونس"، مصممة تتكرر في حياتنا، كأنها بوابة لحياة مختلفة، أو قدر قرر يبدل أدوارنا رأسًا على عقب.

بصيت للملك  "فولاك" بدهشة حقيقية وأنا بقوله :
  - وعد مين؟.. من يوم ما الكلمة دي اتكتبت على صدر "يونس" وحياتنا اتبدلت، كأنها كانت لعنة علينا.

عينيه برق لهبها بشكل مرعب وهو بيقولي بوعيد :
  - اللعنة الحقيقية لسه ما حلتش، والوعد ده لشعبي اللي أقسمت إني أحميه حتى لو حاربت عشانه ممالك الإنس والجن مجتمعة، ووعدي ده مش هيتوفي بيه غير بقلب الإنسي "يونس".

رجفة قوية مسكت كل خلايا جسمي وأنا بشهق شهقة قوية وبقوله :
  - قلب "يونس"!.. يعني إيه؟!.. هتقتله؟

ضحكة قوية مُخيفة دوى صداها في الوادي، واتفتت معاها جبل جليد كامل، لدرجة إنه غطى أرض الوادي، لكني لقيت نفسي طايرة فوق كل الجليد ده عشان يظهر قدامي أرض جليدية واسعة، مش ظاهر منها غير شوية مرتفعات مطموسة المعالم، اتلفت براسي ناحية "فولاك" اللي كانت ضحكته لسه مستمرة وأنا ببصله بصدمة لحد ما انتهى وهو بيقولي :
  - الإنسيون دايمًا تفكيرهم محدود، وخيالهم ضيق، مجرد ما ذكرت قلب الوغد "يونس" مجاش في بالك غير القتل، وده رحمة ما يستاهلهاش.

شعور بالراحة والخوف لازمني، راحة من إنه مش هيقتل "يونس"، وخوف من اللي بيفكر وبيخطط ليه للانتقام، لكن برضه جوزي ذنبه إيه في إن جنية تحبه، وده اللي صوتي نطق بيه :
  - وإنت ما قدرتش على خطيبتك جاي تشيل الليلة كلها لجوزي؟.. هو ذنبه إيه يعني؟
 
نظرات عينيه اللي طافت المكان دوبت جبال الجليد كلها لدرجة إنها اتحولت لبحر واسع، بحر أنا لوحدي اللي بعوم فيه، رغم إني عمري ما عرفت أعوم في يوم، الماية  درجة حرارتها بتزيد بشكل سريع جدًا لدرجة إنها ابتدت تتبخر، كل ده ونظراته ثابتة ناحيتي وهو طاير مع البخار اللي شوش رؤيتي له لحد كبير، إلا إن صوته وصداه كانوا واضحين بقوة خلوني أعرف المسافة الفاصلة بيننا وهو بيقولي:
  - الأميرة "مويرا" دفعت تمن غلطتها وأخدت عقابها اللي تستاهله، لكن أي خيانة في الكون بتكون من طرفين، والطرفين لازم يدوقوا نفس العقاب وبعدل.
 
سطح البحر كان بساط  واسع وأنا واقفة عليه بكل ثبات وبقوله بسخرية شديدة:
  - يتعاقبوا وبعدل؟!.. وإنت مين نصبك تكون قاضي وجلاد في نفس الوقت؟.. وبعدين إنت قولت إنك بتحميني من جوزي، وأنا بقولك أنا عايزة أرجع لبيتي ولحياتي ولـ "يونس" اللي أكيد عمره ما هيإذيني، وأنا عمري في حياتي ما هرضى بأذاه.

نص جسمي كان مختفي من كثافة بخار المايه، لكن "فولاك" كان جوه دوامة شفافة، نقية تمامًا،  وفي غمضة عين كنت معاه جوه الدوامة دي، اللي ابتدت تلف بينا بقوة ناحية فوق لمسافة طويلة جدًا، لحد ما استقرت أخيرًا.

فتحت عيني اللي كنت مغمضاها بقوة عشان ألاقي "يونس" قدامي، ابتسمت بسعادة وأنا بجري ناحيته عشان اتخبط في مجال مغناطيسي كبير ، حصل تنافر قوي بينه وبين جسمي اللي رجع لورا بكل قوته، استجمعت كل طاقتي وجريت ناحيته تاني وأنا بنادي بكل صوتي :
  - "يونس".. أنا هنا يا "يونس".
 
مرة تانية رجعت لورا لكن بقوة مضاعفة وقعتني على الأرض ، سندت على ايدي وجريت ناحية "يونس" تاني، لكن صوت "فولاك" هو اللي وقفني المرة دي وهو بيقولي :
  - كل محاولة بتحاوليها بتضعف من قوتك وبتزيد من قوة الهالة اللي حوالينا، ليكي تلت محاولات بس، والمحاولة الرابعة هيحصل صدمة كهربائية قوية هيتوقف فيها القلب.
 
اتسمرت مكاني بحذر للحظات قبل ما ألف بكل جسمي ناحيته وأنا بقوله بغضب شديد :
  -أومال جايبني هنا ليه؟

فجوة زمنية (تعويذة الهوى ) للكاتبة /فاطمة علي محمد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن