#فجوة_زمنية (تعويذة الهوى) الجزء الثاني.
الحلقة الثالثة والعشرون."آشماداي" كان شايف قدامه "فولاك" و"شمس الأخاديد" بيتبادلوا ما بينهم نظرات ليها مغزى، وده كان كفيل إنه يجن جنونه، وهو بيصرخ فيهم بغضب جامح :
- إتأمرتوا عليا!.. إتآمرتي مع ابنك عليا يا "شمس الأخاديد"؟!.. كنتِ كاشفاني من الأول ..أنا متأكد.. لأني كنت شاكك فيكي من أول لحظة شوفتك من بعد الغيبوبة، فقدانك للمذاكرة ده ما دخلش عليا، لكني حاولت أصدقك في كل لحظة كنتِ بتتعاملي فيها معايا بطبيعتك، عشان ألاقيكي في الحظة اللي بعدها غيرتي كل معاملتك ليا!
اتسعت إبتسامة "شمس الأخاديد" اللي ابتعدت عن حضن "فولاك"، عشان تقرب من زوجها المُكبل، وتقف أمامه بكبرياء وزهو مرددة بغيظ وغضب :
- لو عليا كنت حرقتك من أول لحظة عينيا شافتك فيها، لكني قررت ألاعبك، واستمتع باللعبة، وأنا بحركك بمزاجي، هو غباءك كان مصورلك إني ممكن أنسى كلامك ليا؟!.. أو أنسى محاولتك لقتلي؟!
واستعرت نبرتها بجحيم الغضب وهي بتقوله بملامح ممتعضة:
- غبي.. فاكر إنك هتدخل مملكتنا وتعمل فيها اللي إنت عايزه في سلام؟!.. فاكر إني ست بتضعف عشان حبت؟!.. لأ.. ولا مليون جني غيرك يقدروا يضعفوني!.. أنا من أول لحظة دخلت فيها المملكة دي وأنا حرقت في دفتري الورقة اللي كان فيها سطر؛ مجرد سطر مكتوب فيه اسمك، مش الملكة "شمس الأخاديد" اللي تتحط قدام أمر واقع وترضى بيه!.. ولا الملكة "شمس الأخاديد" اللي تنسى الإساءة وتسامح فيها.
الخوف والهلع سيطروا على ملامح "آشماداي" اللي ابتدى يتصبب عرقًا، وهو بيهز راسه بنفي مرددًا بتلجلج :
- أنا بحبك والله، ماكنتش أقصد أعمل كل ده، ده هو الشيطان اللي ضحك عليا وخلاني أعمل كده، اديني بس فرصة أخيرة.. فرصة واحدة بس، وأنا هختفي من المملكة كلها وماعتيش تشوفيني تاني.. أنا عارف إني ماليش أي قيمة عندك.
واتجه بأنظاره ناحية "فولاك" يرمقه بتوسل مرددًا :
- أنا آسف إني أخدت مكان مش مكاني، آسف إني اتجرأت بأحلامي اللي كانت أكبر مني بكتير... بس سامحني، واعف عني.. أرجوك تسامحني جلالتك.
وعاد بأنظاره مرة تانية ناحية "شمس الأخاديد" وهو بيقولها:
- عشان خاطر جلالة الملك "فولاك" تسامحيني.
ارتفعت زاوية فم "شمس الأخاديد" بابتسامة ساخرة مرددة :
- ما قولت إني مابعرفش أسامح، خصوصًا في حق مملكتي.
بينما سحب "أوتو" نفس قوي وهو يقترب منه، يرمقه بنظرات جامدة، مرددًا بثبات قوي:
- أنا ممكن أطلبلك العفو من جلالة الملك "فولاك".
عاد الأمل لقلب "آشماداي" مرة أخرى وهو يتجه بأنظاره نحو "أوتو" ملهوفًا في حديثه :
- وأنا مستعد أعمل لك كل اللي إنت عايزه.
حرك "أوتو" راسه يمينًا ويسارًا مرددًا بجمود :
- هو سؤال واحد، بس عايز إجابته بكل صراحة.
بلع "آشماداي" ريقه بصعوبة وهو بيهز راسه بتأكيد مرددًا :
- هجاوب على كل أسالتك.. والله هجاوب بصراحة.
عقد "أوتو" ذراعيه أمام صدره، يرمقه بنظرات حازمة ككلماته:
- العقار اللي حاولت تسم بيه جلالة الملكة جيبته منين؟.. ده مش سهل حد يلاقيه، لأنه تركيبة خاصة، قليلين قوي اللي يعرفوها!
جف ريق "آشماداي" كصحراء قاحلة، والتصق لسانه بسقف حلقه، وهو يحمحم بتوتر قوي، مصارعًا بنظراته المرتبكة نظرات "أوتو" الثابتة، والذي مط شفاهه بلامبالاة وهو يستدير بوجهه نحو "فولاك" الذي كان يشاهد كل ما يحدث بصمت تام، ليهتف "آشماداي" بحشرجة مرددًا :
- أنا.. أنا اللي دورت عليه لحد ما لقيت جني عجوز في الصحرا الجنوبية، وكان بيعمل السم ده وبيبعه للملوك، فأنا اشتريته منه.
ابتسم "أوتو" ابتسامة خفيفة وهو يلتفت نحوه مرة أخرى مرددًا بتفكير عميق:
- الصحرا الجنوبية!
أنت تقرأ
فجوة زمنية (تعويذة الهوى ) للكاتبة /فاطمة علي محمد
Fantasyإنسية تدخل فجوة زمنية ومنها إلى العالم السفلي، لتكتشف أن زوجها وحش شيطاني، بينما ملك الجان كان ملاكًا حارسًا لها.