الفصل الرابع والعشرون من الجزء الثاني

361 22 6
                                    

#فجوة_زمنية (تعويذة الهوى) الجزء الثاني.
الحلقة الرابعة والعشرون.

"مويرا" كانت واقفة قصاد شجرة عتيقة بحديقة قصرها، تتأملها بشرود تام، وهي بتتفحص تعريجات جذعها بانبهار قوي، ظهرت معالمه جلية على ابتسامتها الواسعة، عشان تقطع عليها شرودها ده "هيرينا" اللي اقتحمت عليها خلوتها كعادتها وهي بتردد بلهفة :
  - "مويرا"! .. لازم تساعديني.
 
التفتت "مويرا" بجمود ناحية "هيرينا" اللي واضح عليها علامات الارتباك والتوتر، وهي بتقولها بثبات :
  - مش لازم يا "هيرينا".
 
اقتربت منها "هيرينا" بخطواتها، لحد ما وقفت قدامها تمامًا وعلامات الغيظ ظاهرة على ملامحها وهي بتقولها :
  - لأ لازم.. معتش قدامي غيرك، الغبي "نيرون" سايباه في قصره بيحتضر، يعني مش هيقدر يساعدني، وعشان كده جيتلك، ولازم تساعديني، والنهاردة.
 
قبضة عجيبة اعتصرت قلب "مويرا" للحظات، عشان تهز راسها باستنكار مرددة :
  - "نيرون" مين اللي بيحتضر؟!.. أخوكي؟!
 
زفرت "هيرينا" زفرة قوية وهي بتهز راسها برفض وبتقولها :
  - سيبك من "نيرون" دلوقتي وخلينا في "فولاك".

اشتعل غضب "مويرا"، وقدحت شراراته بأحداقها وهي بتقبض على دراعها بكل قوتها وبتقولها بغيظ اصطكت له أسنانها :
  - بقولك" نيرون" ماله؟
 
قرأت "هيرينا" غضب "مويرا" المخلوط بقلقها، واللي رسم نظراتها الزائغة، عشان تستغل ده في لحظات وهي بتقولها بلامبالاة مصطنعة:
  - بيحتضر في أوضته، حالته صعبة، جسمه اتحول لجسم هلامي، وفقد سيطرته التامة عليه.
 
جعدت "مويرا" ما بين حاجبيها بصدمة وهي بتهز راسها بنفي وبتقولها :
  - أكيد بتكذبي، "نيرون" قوي، وجسمه بنيته قوية، إلا لو انتي بقا كان ليكي يد في الموضوع ده؟
 
رفعت "هيرينا" حاجبها، وهي بتمط شفايفها بلامبالاة مرددة :
  - وهو القوي مابيموتش؟!.. كلنا هنموت يا "مويرا"، حتى انتي.
 
ارتجفت شفاه "مويرا" بغضب قوي، وهي بتنفض دراع "هيرينا" من قبضتها وبتقولها بامتعاض شديد:
  - ماهي اللي تحاول تقتل أخوها الكبير، تعمل أي حاجة في الصغير، أنا لازم أروح له وأساعده زي ما ساعدني.
 
هزت "هيرينا" راسها بنفي وهي بتجاوبها باستفزاز:
  - مش لازم يا "مويرا".

استشعرت "مويرا" سخرية "هيرينا" لكنها لم تهتم لها، ودفعتها بعيدًا عنها وهي بتقولها بغضب :
  - مش إنتي اللي هتقوليلي إيه لازم وإيه مش لازم يا "هيرينا"،  هساعد "نيرون" يعني هساعده، له جميل عندي وجه وقت رده.

في لحظات كانت "هيرينا" بتقطع عليها الطريق، وهي بتعقد دراعاتها أمام صدرها مرددة بسخرية واضحة :
  - تردي جميل لـ "نيرون"!.. جديدة عليكي دي، بس عموما كل ده مايفرقش معايا، إنما حاجة تانية خالص هي اللي تفرق، واللي لو عملتيها هسيبك تدخلي المملكة بكل سلام وتساعدي "نيرون" كمان.. فما قدمكيش أي اختيار.

ارتفعت زاوية فم "مويرا" بتهكم وهي بتقولها :
  - بتساوميني على حياة أخوكي؟!.. هقولك حاجة يا "هيرينا"، أنا آخر جنية في العالم ده تساوميها، خصوصًا وأنا كاشفة كل خططك القذرة، ومن زمان قوي، ده غير إنك إنتي اللي محتاجاني مش أنا، وإنتي اللي جايالي لحد قصري عشان تطلبي مني المساعدة، يبقى تفتكري بعد كل ده هخضع لمساومتك الحقيرة دي؟!

اتنهدت "هيرينا" بقوة وهي بتقولها بحزن مصطنع شابه بعض الكذب :
  - مسكين "نيرون" ميت ميت.. بس المشكلة مش في الموت خالص..
 
واحتدت نبرتها غيظًا وهي بتسترسل:
  - المشكلة في الشيطان اللي مع كل محاولة إنه يتلبسه وهو في حالته دي بيجلده بسوط من جحيم، تعرفي عمل كام محاولة لحد دلوقتي؟.. طب هيكمل كام محاولة تانية؟!.. طب تفتكري "نيرون" هيموت في المحاولة رقم كام؟
 
اشتعل غضب "مويرا" وهي بتدفعها عن طريقها بقوة مرددة :
  - وأنا قادرة أوقف المحاولات دي حالاً.
 
= خروجك من باب القصر ده معناه موت "نيرون".. الاختيار ليكي يا سمو الأميرة.

فجوة زمنية (تعويذة الهوى ) للكاتبة /فاطمة علي محمد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن