الفصل التاسع من الجزء الثاني

418 24 10
                                    

#فجوة_زمنية (تعويذة الهوى ) الجزء الثاني.
الحلقة التاسعة.

ابتسامة "فولاك" اللي كانت مزينة محياه وهو بيبص لـ "نور" فجأة اتحولت لتعابير غضب وحقد وكراهية، وهو بيتنفض من مكانه يجري ناحية "آشماداي" يدفعه بايده للخلف بكل غضب وغيظ وبيقوله :
  - إيه اللي جابك هنا؟
 
اصطدم "آشماداي" بحيطة القصر، اللي وقفت حركته تمامًا، خاصة بعد ما رفع "فولاك" ساعده قدام رقبته، وضغط عليه بكل قوته قاصد إنه يخنقه، عشان "آشماداي" يسعل بقوة وهو بيبصله بنظرات جامدة وبيقوله بصوت متحشرج:
  - جاي أشوفك.
 
غضب "فولاك" اتضاعف، واتضاعفت معاه قوته البدنية اللي تمركزت أغلبها في دراعه اللي شدد من ضغطه على رقبة "آشماداي"  اللي ابتدى يجاهد للتنفس.

الموقف كله أثار رهبة وخوف "نور" اللي حركت عينيها مع حركة "فولاك" من البداية، واللي اتنفضت من مكانها تجري عليه بهلع شديد وهي بتقوله بصدمة :
  - ده بيطلع في الروح! .. سيبه يا "فولاك"، هيموت في إيدك.
 
كل تركيز "فولاك" وغضبه كان منصب في اتجاه واحد، وتقريبًا كل حواسه فقدت خصائصها، فلا كان سامع ولا شايف غير "آشماداي" اللي فعلًا كان بيحتضر بشكل دب الرعب في قلب "نور" اللي ابتدت تبكي وهي بتشد في ايد "فولاك" وبتترجاه :
  - سيبه بقا.. بيموت، والله بيموت.
 
"فولاك" كان لسه على وضعه، وما إتأثرش لحظة بـ "نور" ولا لمستها كأنه مُغيب عن العالم، أو داخل عالم خاص مفيهوش غير" آشماداي" وهو.

الرعب كان فارض كل سطوته على حواس" نور" اللي بعدت ايديها المرتعشة عن إيد "فولاك" وهي بترجع ورا بجسم كله بيترجف بقوة، عشان تهز راسها بنفي وهي بتحط ايدها على ودانها وبتدخل في نوبة هلع قوي، وصراخ ابتدى صداه يدوي في كل القصر وهي بتقول :
  - إنت قاتل.
 
صدى صراخها زي ما اتردد في أركان القصر، اتردد في حجرات قلبه، اللي جذبه بكل قوة ناحيتها، ودفعه للنظر ليها بصدمة من الحالة اللي وصلت لها، عشان يبعد ايده عن "آشماداي" ويجري ناحيتها يحاول يهديها وهو بيقولها :
  - إنتي كويسة؟
 
هزت راسها بنفي وهي لسه بترجع لورا لحد ما اتصدمت بعمود رخامي بارد، اتنفض بسببه جسمها بقوة وهي بتصرخ بهلع :
  - ابعد عني.. إنت قتلته.. إنت قاتل.. ابعد عني.
 
قرب منها "فولاك" وهو بيمد ايده ناحيتها يطمنها، لكنها نفضتها بعيد عنها بكل قوتها وهي بتقوله :
  - إنت هتقتلني..ابعد.
 
انفطر قلب "فولاك" وهو شايفها مرعوبة منه، لكنه لسه عايز يطمنها، فبص ناحية "آشماداي" اللي كان لسه بيتنفس بقوة عشان يسحب كل الهوا لرئته ، اللي كانت قربت تنفجر من قلة الهوا فيها، وصوت سعلاته المتقطعة كان بيدوي في المكان، وهو بيرجع ناحيتها بأنظاره وبيقولها :
  - لسه عايش.. ما تخافيش يا "نور".
 
رعب "نور" وخوفها تملك منها بالفعل، ورفضوا يتخلوا عنها، خاصة لما رفضت تصدقه وهي لسه بتهز رأسها بهلع وبتقوله ببكاء شق قلبه لنصين:
  - إنت كداب.. أكيد ده وهم! .. كابوس! .. أنا في عالم مخيف! .. عالم ماعرفش عنه حاجة! .. خرجني من هنا.. أنا بكره هنا.. وبكرهك.. وبكره "يونس".. وبكره" مويرا".. بكره كل حاجة وصلتني لهنا.. أنا مش قادرة أتنفس.
 
حالة انهيار تام لـ "نور" عاشها "فولاك" بعجز نهش روحه زي الوحش الجائع وهو مش قادر يقرب منها ولا يلمسها، ولا حتى قادر يطمنها، اتسمر في أرضه، فاقد أي قدرة على التصرف أو التفكير، عشان تقرب منه الفراشة اللي كانت في حجم "نور" بالظبط وهي بتبصله بنظرات وجع عشانه وعشان "نور"، اللي ابتدت تدوخ وتتزحلق بجسمها على العمود لحد ما قعدت على الأرض.

فجوة زمنية (تعويذة الهوى ) للكاتبة /فاطمة علي محمد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن