الفصل الثامن عشر من الجزء الثاني

395 25 14
                                    

#فجوة_زمنية (تعويذة الهوى) الجزء الثاني.
الحلقة الثامنة عشرة.

حالة "شمس الأخاديد" كانت مستقرة لحد كبير، رغم الغيبوبة اللي كانت فيها، واللي كانت بسبب الأدوية اللي بيحقنها بيها "أوتو" بأمر مباشر من "فولاك" المختفي عن الأنظار لعدة أيام، كانت "نور" في خلالهم مرافقة لـ "شمس الأخاديد" طول الوقت، وده كان مضايق "آشماداي" اللي ما كانش قادر ينفرد بزوجته عشان يختبر وعيها، ويطمن على حالتها الصحية.

"آشماداي" كان قاعد على الكرسي في ركن الأوضة بيراقب "أوتو" اللي انتهى من عمله، عشان يقوم من مكانه متجهة ناحيته يسأله بقلق مرسوم على ملامحه:
  - إيه أخبار جلالة الملكة؟.. وليه ما فاقتش من الغيبوبة لحد دلوقتي؟

سحب "أوتو" نفس قوي بأسى مرسوم وهو بيبص ناحيتها بحزن مرددًا:
  - حالتها زي ما إنت شايف، لكنها مستقرة، في نفس الوقت اللي مش عارفين هتفوق فيه إمتى، أو إيه من أعضاء جسمها اتأثر بالشلل.

والتفت ناحيته يبصله بنظراته المتألمة وهو بيقوله:
  - ما كنتش أعرف إنك بتحب جلالة الملكة للدرجة دي.
 
حاد "آشماداي" بنظراته عن "أوتو"، وارتكز بيها على "شمس الأخاديد" المستلقية بفراشها وهو بيتنهد بقوة وبيجاوبه :
  - الوحيدة اللي حبتني بصدق، وعاملتني بمحبة وود، مافرقش معايا الشائعات اللي بتطلع عليا، واللي كل الممالك بتتكلم عنها، الوحيدة اللي شافت "آشماداي" من جوه.
 
"أوتو" كان بيسمع له بثبات قوي بيناقض سخريته الداخلية من كل كلامه، عشان يسحب نفس بطئ وهي بيطبطب على كتفه برفق وبيقوله:
  - اطمن.. جلالتها هتفوق، وهترجع لنا بالسلامة، وهتعرف كل اللي عملته عشانها.
 
ارتباك طفيف ظهر على ملامح "آشماداي" اللي بلع ريقه بقوة وهو بيتلجلج بكلامه :
  - مش فاهم.
 
ابتسم "أوتو" ابتسامة واسعة وهو بيروح بعينيه ناحية الكرسي يبصله بنظرة سريعة وبيقوله:
  - إنك ماسيبتش جلالتها لحظة، وكنت بتنام على الكرسي قصادها طول الوقت.
 
اتنفس "آشماداي" براحة وهو بيقوله:
  - ده واجبي كزوج لجلالتها.
 
في اللحظة دي دخلت "نور" الغرفة، وهي بتطوف جسم الملكة "شمس الأخاديد" بابتسامة خفيفة، قبل ما تلتفت ناحية "أوتو" تسأله بلهفة حقيقية :
  - جلالتها عاملة إيه النهاردة؟
 
التفت ناحيتها "أوتو" بملامحه الجدية وهو بيجاوبها:
  - حالتها مستقرة.

  تجاهلت "نور" "آشماداي" تمامًا وهي بتتجه ناحية "أوتو" تقوله بمودة:
  - تقدر تروح ترتاح دلوقتي، أنا هاخد الشيفت بتاعي.
 
هز "أوتو" راسه بنفي وهو بيقولها :
  - هفضل معاكي.
 
ورفع أنطاره ناحية "آشماداي" وهو بيكمل كلامه :
  - عشان لو احتاجتي حاجة، أو جلالتها فاقت.
 
رفعت" نور" أنظارها الغاضبة ناحية "آشماداي" وهي بتجاوبه بنبرة متوعدة:
  - ما تقلقش.. مش هحتاج حاجة، وبعدين "رنة" موجودة معايا لو حاجة حصلت هبعتهالك هوا، على ما تيجي أكون قضيت على الحاجة دي، ونضفت المكان وراها كمان.
 
ابتسم "أوتو" بخفة وهو بيرفع أنظاره ناحية "رنة" اللي ظهرت في الهواء أعلى "نور"، عشان يهز راسه بموافقة وهو بيقولها :
  - تمام.. أنا في غرفتي، مجرد ما "رنة" تخبط الباب هتلاقيني قدامك.
 
هزت "نور" راسها بموافقة وهي بتتبع أثر "أوتو" اللي خرج من الغرفة، عشان تشبك أصابع ايديها الاتنين ببعض، محدثة صوت فرقعة خفيفة قدام وجه "آشماداي" اللي كان بيبصلها بتوعد قوي.

فجوة زمنية (تعويذة الهوى ) للكاتبة /فاطمة علي محمد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن