الفصل السابع عشر من الجزء الثاني

336 26 11
                                    

#فجوة_زمنية (تعويذة الهوى ) الجزء الثاني.
الحلقة السابعة عشرة.

"شمس الأخاديد" كانت بتشرب الماية بنهم قوي، كأنها آخر نصيبها في الدنيا، عشان تبعد الكوباية عنها أخيرًا وهي بتتنفس بقوة، ونظراتها متعلقة بأنظار "آشماداي" المترقبة ليها، عشان تبتدي ضربات قلبها تزيد بشكل قوي، وهي فاتحة فمها بكامل اتساعه، وايدها بتحاول تسند على ايد" آشماداي" اللي رجع خطوة واحدة للخلف، عشان يختل توازنها وتقع على الأرض فاقدة معالم الحياة.

ابتسم "آشماداي" ابتسامة ظفر وهو بيتأملها بشماتة ساخرة وبيقولها:
  - عايزاني أخسر كل اللي عملته عشان خاطر ابنك؟!.. طب يرضيكي تضيع كل مخططاتي على الأرض؟.. وأسيب القصر ده، اللي هو أصلًا مفتاح الملك!

ونزل بمستوى جسمه جنبها، وهو بين ايده يلهو بخصلات شعرها وبيكمل كلامه :
  - كان نفسي أحطلك السم، وأخلص منك، لكنها منعتني في اللحظة الأخيرة.. بس تعرفي.. معاها حق، أصل بموتك هخرج من القصر من غير ما أخلص اللي جيت عشانه، إنما طول ما لسه فيكي نفس، أنا هفضل موجود هنا؛ حتى لو كنتِ نايمة في سريرك زي الميتة، وده اللي هيحصل.

وابتدي "آشماداي" يلهث بقوة وهو بيرسم علامات الذعر والهلع على ملامحه وبينادي بصوت مستغيث:
  - الطبيب.. جلالة الملكة فقدت وعيها.

واتنفض يستقيم بوقفته للحظات قبل ما يجري ناحية الباب وهو بيصرخ :
  -يا طبيب.

في الوقت ده كان "فولاك" في غرفته، بيبدل ثياب التدريب بأخرى ملكية، عشان يلفت نظره الصراخ بالخارج، ضيق عينه بتعجب وهو بيجري ناحية الباب، اللي مجرد ما فتحه وجد الحارس بيردد برجفة قوية:
  - جلالة الملكة "شمس الأخاديد" واقعة في غرفتها جلالتك.

قبضة قوية اعتصرت قلب "فولاك" عشان يدفع الحارس بعيد عن طريقه وهو بيجري بكل سرعته ناحية غرفة والدته اللي لقى "آشماداي" واقف ببابها بيبصله ببكاء وهو بيقوله بنحيب :
  - جلالة الملكة وقعت من الزعل.. دخلت عليها لقيتها واقعة.

جذب "فولاك" "آشماداي" بكل قوته وبعده  عن طريقه وهو بيهرول للداخل، عشان يلاقي "شمس الأخاديد" لسه مكانها على الأرض.

ركض "فولاك" ناحية الملكة ينحني ناحيتها وهو بيضمها إلى صدره يحملها برفق، وهو بيقوم من مكانه، متجهة بها ناحية فراشها يضعها فيه بخوف وتوتر قوي.

في نفس اللحظة اللي دخل فيها "أوتو" شايل حقيبته عن كتفه وهو بيقرب منها يفرق جفونها بأطراف أنامله بتفحص دقيق، ومن بعدها حاول يقيس معدل نبضها من أوردة ايدها، وكل ده كان تحت أنظار "فولاك" المتوترة، وأنظار "آشماداي" الباكية، واللي قرب من طرف السرير يبكي بقوة موجهًا الاتهام ناحية "فولاك":
  - حاولت تتماسك قدامك وتبان قوية، وحاولت تطلب منك الصفح والمغفرة، لكنك في كل الحالات كنت قاسي ومش شايف حبها ليك وضعفها من ناحيتك.. إنت اللي وصلتها للحالة دي بغرورك وجبروتك.

اشتعل غضب "فولاك" وبرقت نيرانه في أحداقه، لكنه تمسك بزمام الأمور، وقاوم للحفاظ على ثباته، في نفس اللحظة اللي هتف فيها "أوتو":
  - جلالتها داخلة في حالة شلل كامل.
 
التفت "فولاك" ناحية "أوتو" يبصله بصدمة وهو بيوزع الأنظار ما بينه وبين والدته اللي مستوية بالفراش، عشان يشهق "آشماداي" شهقة قوية وهو بيركض ناحيتها يمسك ايديها بين كفوفه، يحضنها بقوة وهو بيقولها ببكاء قوي:
  - اصحي.. جلالة الملكة "شمس الأخاديد" ما تمومتش كده.. لو بتحبيني فوقي، أنا ماقدرش أعيش من غيرك، أنا محتاجك، وشعبك كمان محتاجك.
 
رفع "أوتو" أنظاره المستنكرة ناحية "آشماداي" وهو بيقوله :
  - الجهاز العصبي لجلالتها مايتحملش ده، ياريت تهدى شوية.
 
بينما شعر "فولاك" بغيظ قوي منه، فنهض من مكانه يجذب دراعه بقوة ناحية الخارج وهو بيقوله :
  - جلالتها محتاجة راحة، ووجودك مش مرحب به.
 
اتسمر "آشماداي" في أرضه للحظات يمعن فيها النظر لـ "فولاك" قبل ما ينفض دراعه من ايده بكل قوته وهو بيقوله بغضب قوي :
  - جلالتها تبقى زوجتي، اللي إنت طردتها من مملكتها، وحكمت عليها بالنفي عشان مشيت ورا قلبها وحبيتني، وأنا مش هسيبها لحظة، هاخدها معايا وأنفذ أمر النفي، وأنا اللي هكون مسئول عنها مسئولية تامة.
 
وسابه ومشي ناحية "أوتو" يقوله:
  - أنا هنقل جلالة الملكة من هنا.. عايز منك ترافقنا في رحلتنا لحد ما توصل بأمان.
 
"أوتو" اللي كان انتهى من حقن "شمس الأخاديد" بالأدوية اللازمة، استقام بوقفته وهو بيقوله :
  - أي حركة خطر على جلالتها.
 
"آشماداي" كان متأكد من جواب "أوتو"، لكنه كان عايز يأكد المعلومة لـ "فولاك" في شكل درامي وهو بيتلفت ناحيته وبيكمل كلامه :
  - أنا مش هسيب جلالتها لحظة واحدة.
 
زفر "فولاك" زفرة قوية وهو بيتلفت ناحية "أوتو" وقاله بلهجة صارمة:
  - ماتفارقش جلالتها، حياتها مسئوليتك.
 
انحنى "أوتو" براسه بطاعة للأوامر، عشان يغادر "فولاك" الغرفة، سايب وراه "آشماداي" اللي ابتسم إبتسامة نصر.

فجوة زمنية (تعويذة الهوى ) للكاتبة /فاطمة علي محمد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن