#فجوة_زمنية (تعويذة الهوى ) الجزء الثاني.
الحلقة الثانية عشرة.الرعب اللي واضح على هيئة "رنة" كان كفيل إنه يخلع قلب "فولاك" من مكانه، لكن كلامها كان المطرقة اللي ضربت دماغه ضربة قوية اختل ليها توازنه للحظات، عشان يطوف المكان حواليه بعيون متوسلة للقاء، وقلب بيصرخ للاشتياق، قبل ما يرجع بأنظاره مرة تانية ناحية "رنة" اللي كانت دموعها بتنزل بغزارة وهو بيسألها بلهفة مستنكرة :
- يعني إيه طيف اسود؟! .. يعني إيه بلعها؟!
هزت "رنة" راسها بجهل وهي بتحاول تجاوبه بصوتها اللي دموعها كانت خانقاه، واللي مافهمش منه "فولاك" حرف واحد، عشان يصرخ بيها بغضب قوي:
- بطلي عياط وجاوبيني.
كتمت "رنة" شهقاتها بصعوبة وهي بتنظم أنفاسها وكلامها اللي اتفهم لحد كبير :
- هي كانت واقفة مع جلالتك، وفجأة عدى من قدامي طيف، لكني ما ركزتش معاه، مجرد ما "نور" سابت جلالتك وكانت جاية ناحيتي الطيف ده وقف بيني وبينها، حاولت أطير عشان أشوفها لكن حاجة كتفتني بقوة، حتى صوتي ما كانش راضي يطلع وأنا بنادي عليها، وفجأة الطيف ده ابتدى يصغر لحد ما اختفي تمامًا، وكانت اختفت معاه "نور".
"فولاك" كان عقله بيشتغل بسرعة البرق، بيترجم كل كلام "رنة"، اللي كانت بتحكيه، لمعطيات وخيوط حاول يربطها ببعض، عشان يخرج من ده باحتمالين مفيش معاهم تالت، يا فعلًا الطيف ده بلع "نور" زي ما تخيلت "رنة"، يا كان ستار حاجب بيخبي عملية خطفها، وده التوقع الأقرب للمنطقية من وجهة نظر "فولاك"، اللي عارف كل مهارات ومقومات مخلوقات مملكته، فماكانش غير إنه يقبض على سيفه وهو بيجري ناحية سجن إبليس اللي محبوس فيه "آشماداي" واللي كان أول واحد شك فيه.خطوات" فولاك" على الأرض كان بتتزلزل لها الجدران، وهو بيعبر الممر الضيق المظلم، واللي كانت ريحته كريهة لدرجة يصعب معاها التنفس، لكنه في كل الأحوال ما كانش قادر يتنفس بالفعل.
مئات الأفكار كانت بتعصف بعقل "فولاك" اللي غضبه وصل للغليان، وانتقامه مفيش مخلوق على وجه الأرض هيمنعه عنه، فمجرد ما وصل قدام باب الزنزانة اللي كانت عبارة عن بير عميق تحت الأرض، صرخ "فولاك" بحرسه :
- افتحوا الباب.
هيئته وحدها كانت كفيلة إنها تبث الرعب والذعر في قلوبهم، أما صوته اللي كانت بتترج له الحيطان والأبواب، ارتجفت له أجسادهم، عشان يقرب الحارس من الباب وهو ماسك المفتاح بايد مرتعشة مرخية، استفزت "فولاك" بقوة عشان يسحب منه المفتاح بغضب وهو بيصرخ في باقي الحرس:
- يترمي في السجن لحد ما يتعلم الثبات.
استجاب الحراس لأوامر ملكهم وبالفعل اقترب اتنين منهم من الحارس المسكين وطوقوه بسلاسل، وأخدوه لزنزانة الجنود، عشان يفتح "فولاك" قفل الباب، ويسحب الباب بايديه يخلعه من مكانه، ويرميه بعيد وهو بينحني على ركبه، وبيمد ايده يسحب "آشماداي" ويرفعه بكفه لفوق قبل ما يرميه ناحيه الجدار المقابل له وهو بيصرخ فيه بعيون مشتعلة بنيران الغضب :
- فين "نور"؟
وقع "آشماداي" على الأرض قدام "فولاك" اللي انحنى وقبض على ياقة قميصه وشده ناحيته بكل قوته وهو بيصرخ:
- "نور" فين؟
بصله "آشماداي" بنظرات مرعوبة وهو بيهز راسه بعدم فهم وبيسأله:
- "نور" مين؟.. أنا مش فاهم حاجة!
اتحولت عيون "فولاك" لكتلة من الجحيم وهو بيبصله وبيجاوبه بصوت أجوف عميق مرعب:
- الإنسية اللي حاولت تلمسها بإيدك دي.
ولوى "فولاك" إيد "آشماداي" بإيده لحد ما سمع صوت تكسير عضمها، وشاف علامات الألم والوجع على ملامحه وهو بيهز راسه بقوة وبيقوله :
- ماعرفش.. أقسم لك ما أعرف ولا شفتها من ساعتها.
حرر "فولاك" إيد "آشماداي" اللي كان لسه ماسكها، وقبض على رقبته بقبضة من حديد وهو بيصك على أسنانه وبيقوله من بينهم :
- أقسم لك بمن خلق الجحيم وجعله عذاب للكافرين، لأدوقك جحيم "فولاك" ابن "برقان" ملك ملوك الجان، وحامي الممالك السبعة، يوم ما أعرف إن ليك يد في اللي حصل لها.
ودفعه "فولاك" بكل قوته لحد ما اصطدم بالجدار مرة تانية، وصرخ في جنوده وهو قايم من مكانه وخارج :
- طببوه، وبعدين أرموه في الزنزانة.
******
الوضع بالخارج كان ماشي طبيعي جدًا، وكل مراسم عودة "هيرينا" لـ "خوان" تمت على أكمل وجه، عشان يقف "خوان" مقابل "هيرينا" بسعادة وهو بيتنفس نفس قوي براحة وطمأنينة قبل ما يقبل جبينها بقبلة دافية وهو بيهمس لها:
- نورتي حضني وبيتك ومملكتك يا ملكة قلبي وروحي.
ابتسمت "هيرينا" ابتسامة خجولة في صمت، عشان يرفع "خوان" عينيه ناحية المدعوين خلفها وهو بيقولها بمكر وقح :
- عارف إن وجودهم حوالينا هو اللي مانعك من إنك تحضنيني وتعبري عن كل مشاعرك.
حطت "هيرينا" ايدها بنعومة على صدر "خوان" تغازل عضلات صدره من بين أزرار قميصه بأنامل رقيقة وهي بتبصله بكل عشق، عشان يقرب منها برغبة جامحة في اقتناص شفتيها في قبلة طويلة، لكنها بادرت بدفعه للخلف بدفعة قوية من ايدها وهي بتقوله:
- مش "هيرينا" اللي تمنعها حاجة عن رغبتها في أي شيء.
ضيق "خوان" عينيه بإبتسامة سريعًا ما تلاشت، واتسع بؤبؤ عينيه وهو بيمعن النظر في نقطة متحركة خلف "هيرينا"، واللي ما كانتش غير "فولاك" اللي ارتفع بجسمه في سماء المملكة يجوبها شمالًا وجنوبًا، شرقًا وغربًا، وجميع جنوده حوله تسانده حتى أصبحت السماء حلقة من القناديل المشتعلة.
أنت تقرأ
فجوة زمنية (تعويذة الهوى ) للكاتبة /فاطمة علي محمد
Fantasyإنسية تدخل فجوة زمنية ومنها إلى العالم السفلي، لتكتشف أن زوجها وحش شيطاني، بينما ملك الجان كان ملاكًا حارسًا لها.