الفصل الرابع عشر من الجزء الثاني

398 27 21
                                    

#فجوة_زمنية (تعويذة الهوى) الجزء الثاني.
الحلقة الرابعة عشرة.

"يونس" متقدم الجميع، شادد جسمه بزهو وغرور وهو بيبص لـ "فولاك"، اللي واقف جنب "نور" بثبات قوي ، على عكس نظرات الصدمة والدهشة بعيون القاضي ورجاله، اللي كانوا واقفين ورا "يونس"، قبل ما يمد القاضي إيده برفق يزيح "يونس" جانبًا،  وهو بيتقدم قدامه وبيوجه كلامه لـ " فولاك":
  - الإنسي قدم طلب مستعجل لهيئة المحكمة، بيطلب فيه محاكمتك بتهمة إغواء إنسية واستدراجها لعالمنا، وممارسة الفاحشة معاها.

اتسعت عينين "نور" بصدمة وهي بتهز راسها بلاتصديق وذهول، ونظرات الذعر والهلع مسيطرة على حدقاتها اللي بتطوف بها وجوه الجميع ، أما "فولاك"  فطبق عينيه بقوة وهو بتنفس بتقل، وبيهز راسه بتأنيب على وضعه لـ "نور" في المأزق ده، عشان يبتسم "يونس" ابتسامة تشفي بـ "نور" و "فولاك" وهو بيقول :
  - دي زوجتي اللي غواها يا سيادة القاضي، زوجتي اللي انساقت وراه وجت معاه لحد هنا، زوجتي اللي سابتني عشان جني عاشق.

اتجه القاضي بأنظاره المستاءة ناحية "يونس" وهو بيقوله بنبرة حادة:
  - العريضة اللي إنت مقدمها بتقول إن الجني "فولاك" استدرج زوجتك وخطفها، لكنك دلوقتي بتقول إنها جاية معاه بموافقة تامة منها.

اتلجلج "يونس" وهو بيهز راسه بتساؤل وبيقوله بتوتر :
  - وهي تفرق في إيه يعني؟!

اتقدت عينين القاضي بنيران الغضب وهو بيصيح فيه مغتاظًا :
  - تفرق كتير، الأولى الجني "فولاك" بس هو اللي هيتحاكم، ومجرد تطبيق العقوبة عليه هتاخد زوجتك وتغادروا عالمنا، أما في الحالة التانية فالمحاكمة هتكون للاتنين، للجني وللإنسية اللي موجودة جوه حدود مملكتنا.

انفرجت ابتسامة "يونس" بسعادة وهو بيبص ناحية "نور" اللي أصبح قاب قوسين أو أدنى من التخلص منها وبدون ما يلوث ايده بدمها، ومن بعدها راح بنظرات الشماتة ناحية "فولاك" اللي هيحرمه من "نور" زي ما حرمه من حبيبته "مويرا"، يعني هيقضي على الاتنين بضربة سيف واحدة، عشان تتسع إبتسامته وهو بيروح بأنظاره ناحية القاضي وبيقوله :
  - مراتي عشقته وجت معاه لحد هنا برضاها يا حضرة القاضي، وأنا بطالب بمحاكمتها مع عشيقها.

هز القاضي راسه بموافقة وهو بيتلفت بطرف عينه ناحية مساعديه اللي ألقوا القبض على "نور" و "فولاك" في الحال، وهو بيقول :
  - تنصب المحكمة الكبرى، محاكمة مزدوجة بين الجن والإنس، محاكمة عادلة أحكامها واجبة النفاذ.

إبتسامة سعادة وفرحة اترسمت على ملامح "يونس" اللي تنحى جانبًا عشان يسمح للجميع بالمرور.

*******
في غرفة "شمس الأخاديد" اللي حالة التشنج العصبي عندها ابتدت تخف بشكل تدريجي، لحد ما تلاشت تمامًا، عشان يزفر "أوتو" زفرة راحة قوية وهو بيجفف حبات العرق الغزيرة اللي كانت مغطية كامل جبينها وهو بيهمس جوارها في محاولة منه لاستدعاء كامل وعيها:
  - مولاتي جلالة الملكة "شمس الأخاديد".
 
كانت "هيرينا" بتابع "أوتو" بتركيز عالي جدًا، وهي قاعدة على مقعد مقابل لسرير الملكة، وبتزفر بغيظ قوي من تصرفات "أوتو" وثباته المبالغ فيه، عشان تبصله بغيظ قوي، وهي بتقوم من مكانها تقرب من الملكة لحد ما أصبحت مواجهة ليه، وقالت له بنبرة حازمة :
  - أظن إن الوضع الصحي لجلالة الملكة استقر دلوقتي، يعني تقدر تسيبها ترتاح.
 
كمل "أوتو" اللي بيعمله بكل تركيز، وهو بيجاوبها بدون ما يزيح عينيه عن وجه الملكة اللي كانت بيراقب انفعالاته واستجابتها بتمعن قوي :
  - بلغت سموك إن مش هسيب جلالتها لحد ما تستعيد كامل وعيها، أو يحضر جلالة الملك "فولاك" ذاته.. سموك لو تعبتي من مرافقة جلالتها تقدري ترتاحي في أوضتك.
 
اشتعل غضب "هيرينا" ووصل لأقصاه، واشتعلت نيرانه بأحداقها، كذلك بقبضة ايدها اللي كورت فيها كورة متوسطة من النيران وألقتها بكامل قوتها ناحية "أوتو"، اللي كان رد فعله سريع ومتزن، فبحركة سريعة من ايده، سحب صينية معدنية من  على الطاولة جواره، واستخدمها كدرع واقي، صد به كرة النار، اللي رجعت مرة تانية ناحية "هيرينا" وأوشكت إنها تصيبها، لولا سرعتها في تفاديها.

فجوة زمنية (تعويذة الهوى ) للكاتبة /فاطمة علي محمد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن