فجوة زمنية (تعويذة الهوى ) للكاتبة /فاطمة علي محمد

الفصل الأول

الحلقة الأولى
#فجوة_زمنية (تعويذة الهوى )

فترة نفسية أتمناها لأعدائي عادي جدًا، يومي دايمًا فيه وقت مستقطع مش فاهماه، ولا فاكرة قضيته إزاي، فيه فجوة زمنية بضيع فيها للحظات، حاجات بكون رايحة أعملها أقف قدامها ناسياها أصلًا، وأسأل نفسي أنا جاية أعمل إيه هنا، وأسيب المكان وأرجع أقعد تاني مكاني، كل ده كان عادي ومقبول نظرًا للظروف اللي بمر بيها وكل اللي حواليا عارفينها.

الأمر ابتدى يسوء لما جوزي ابتدى يقولي على حاجات مهمة أعملهاله وأوعده إني أعملها، وفعلًا يعتمد عليا اعتماد كلي وفي الآخر أنسى الحاجة دي، وابتدت المشاكل من هنا، بس الغريب إني على غير عادتي كنت بتعامل مع المشاكل دي بكل برود وهدوء على عكس طبيعتي العصبية، وده استفز جوزي جدًا، وقالي :
- بطلي أم برودك ده، انتي إنسانة مستفزة بجد، وأنا غلطان إني اعتمدت على بني آدمة تافهة زيك.

رغم إنه أول مرة يقولي الكلام ده في سنين جوازنا، إلا إني ابتسمت له بلا مبالاة و سيبته ومشيت أكوي له قميص عشان يروح شغله الصبح، جهزت هدومه وحطيتها على الشماعة في الدولاب وسيبته ودخلت المطبخ أعملي كوباية شاي بلبن مع ساندويتش جبنة، ورجعت مسكت تليفوني وقعدت أتفرج على مسلسل كوري لحد ما يجي وقت صحيان جوزي للشغل، لأني بطبيعة الحال كائن ليلى بيحب السهر، عدى الوقت بسرعة غريبة وأنا مندمجة في المسلسل لحد ما المنبة بتاع جوزي رن الساعة أربعة الفجر، صحى مع نفسه و شكله لسه زعلان مني، بس أنا ابتسمت له وأنا بقوله:
- أنا كويت لك القميص اللي إنت عايزه عشان الاجتماع، على ما تاخد دوش أكون حضرتلك فطار.

ماردش عليا وسابني و دخل الحمام، وأنا قومت دخلت المطبخ، معدتش لحظة واحدة على دخولي المطبخ ولقيته بينادي عليا بعصبية وغضب شديد.

جسمي اتهز من قوة صوته وغضبه، لدرجة إن السكينة اللي كنت لسه ماسكاها حالًا وقعت من ايدي وجت على رجلي جرحتها، لكني ما حستش بالجرح ده، ولا اتألمت للحظة واحدة، وجريت ناحية أوضة النوم لقيته واقف ماسك القميص الأبيض في إيده وكله حبر أحمر، هزيت راسي بتساؤل وأنا بقوله بابتسامة لا في وقتها ولا مكانها، ولا لها أي سبب منطقي، ابتسامة ابتديت أكرها في نفسي وأنا ببص للقميص في ايده، وببص للون الأحمر اللي مغرقه، ولتطبيقته اللي كانت بحطة إيدي قبل ما أكويه وأنا بقوله :
- فيه إيه؟! .. وإيه اللي على القميص ده؟!

عنيه كانت بتطق شرار وهو بيبصلي وبيرمي القميص في وشي وبيقولي :
- إسألي نفسك ، هو ده القميص اللي كويته، أنا زهقت منك ومن تصرفاتك، اللي بسببها بيحصلي مشاكل في كل مكان أروحه، فوقي بقا وارجعي لطبيعتك اللي قربت أنساها.

مسكت القميص بين إيديا أبصله وأبص ناحية الدولاب المفتوح وللشماعة اللي كنت حاطة القميص عليها وأنا بهز راسي بذهول وبقول :
- أنا كاوياه والله وكان نضيف وزي الفل، ماكانش عليه أي حبر خالص، وبعدين ده اتكسر تاني إزاي، ومين طبقه بالشكل ده.

في الوقت اللي كنت بكلم نفسي فيه ده كان جوزي لبس وخلص وسحب تليفونه وشنطته وخرج يلبس الشوز بره، جريت وراه وأنا مستغربة منه، إزاي يقوم من النوم يلبس ويخرج على طول كده، وقفت قدامه وقولتله :
- إنت هتخرج كده إزاي؟!، لا أخدت دوش ولا فطرت لسه.

بصلي من فوق لتحت بقرف وهو بيبتسم بسخرية بعد ما خلص، ووقف قصادي وهو رافع تليفونه في وشي وساعته واضحة قدامي وبيقولي :
- أنا أخدت شاور وصليت الفجر من نص ساعة، الساعة خامسة يا مدام، وبالنسبة للفطار اللي بقالك ساعة بتعمليه ده كُليه إنتي.

وسابني ومشي بعد ما رزع باب الشقة بكل قوته اللي خلت جسمي اترعش وأنا مش فاهمة أي حاجة.
#يتبع
#فجوة_زمنية
#تعويذة_الهوى
#فاطمة_علي_محمد
#روائية_الراديو
#بلغني_أيها_القلب_السعيد
#كلمة_ع_الماشي