الفصل الثالث عشر من الجزء الثاني.

421 27 8
                                    

#فجوة_زمنية (تعويذة الهوى ) الجزء الثاني.
الحلقة الثالثة عشرة.

الصوت والثقة اللي بيتكلم بيها خلت "فولاك" يلتفت ناحيته بثبات، اتحول لإبتسامة متهكمة مجرد ما عينيه وقعت عليه، إنما "نور" واللي كانت حافظة الصوت ده عن ظهر قلب، ارتجفت بقوة بين ايدين "فولاك" اللي اتلفت ناحيتها تاني بلهفة وخوف عليها وهو بيقولها بنبرة حانية:
  - إهدي يا "نور" محدش يقدر يمسك وأنا جنبك.

ارتفعت ضحكة ذكورية مدوية، عشان يقرب صاحبها منهم وهو بيبصلهم بسخرية وبيقوله بتهكم :
  - بصفتك إيه؟!.. عايز تكون جنب مراتي بأي صفة؟!

"نور" كانت بتبصله برعب وهلع وهي بتبعد عن "فولاك"، وبتتمسك بالغطا الملفوف حواليها، واللي موضح جسمها اللي بيرتعش تحته، وهي بتهمس بهذيان:
  - "يونس"!!.. إنت لسه عايش؟!

أما "فولاك" واللي كان منتظر اللقاء ده من يوم ما خلع قلب "مويرا" من صدر "يونس"، واكتشف وقتها إن لسه فيه قلب تاني بينبض جواه، حتى لو كان نبض ضعيف، يومها إصابته هي اللي منعته إنه يحاول ينزعه هو كمان من مكانه، فاختار إنه يأجل حسم المعركة لوقت تاني، لكنه ما كانش منتظر إنه هيقدر يخترق عالمهم بكل سهولة، و كمان يخترق حصون مملكته المحصنة ضد الغرباء.

اتنهد بقوة وهو بيقوم من مكانه يقف في مواجهة "يونس"، اللي ملامحه بقت أكتر حدة وشر، وهو بيستقيم بوقفته قدامه بكل كبرياء وبيقوله:
  - ما كنتش أعرف إنك محارب بالشكل ده.

دوت ضحكة ساخرة من "يونس" اللي سحب كمية كبيرة من الهواء يملا بها رئته وهو بيبص لـ "فولاك" وبيقول بتهكم :
  - محارب عشان لسه عايش رغم إنك نزعت قلبي مني؟! .. ولا محارب عشان قدرت أصيبك وأنتصر عليك.

قلب "فولاك" شفايفه بامتعاض قوي وهو بيعقد دراعاته قدام عضلات صدره وبيقوله بسخرية:
  - تفتكر إن قلبك يستاهل إن أسيب مملكتي وأصارع وغد زيك؟!

ودار حواليه "فولاك" بخطوات واثقة وهو بيكمل كلامه بنبرته المتهكمة:
  - أما إصابتك ليا فكانت خدش بسيط في تدريب أهبل، وما افتكرش وقتها إنك انتصرت عليا، وإلا ما كنتش واقف قدامك دلوقتي، عندنا النصر بموت الخصم.

اتوتر "يونس" للحظات من ثبات "فولاك" وهيبته اللي كانت دايمًا بتبث الرعب في قلب أعدائه، لكن "فولاك" كمل سخريته منه وهو بيتابع انفعالات وشه بتلذذ :
  - وبعدين أكلمك دلوقتي على إنك "يونس" الإنسي الخاين، الضعيف، ولا إنك الأميرة "مويرا" بنت الملك الأبيض، اللي جت هربانة من هجوم العفاريت على مملكتهم، واللي جه والدها يتوسل للملك "برقان" إنه يستضيفها عنده في المملكة ويحميها، وعشان كده بنى لها القصر ده على أطراف المملكة، وحماها سنين وسنين، لدرجة إنه خطبها لولي عهده، لكنها خانته، وعشقت إنسي وضيع زيك.
 
نجح "فولاك" في استفزاز "يونس" اللي اشتعل غضبه، لكنه كان أقل بكتير من آخر لقاء بينهم، فتيقن وقتها إن قلب "مويرا" جواه ضعيف، لكنه موجود في كل الأحوال، عشان يصرخ به "يونس" بعصبية وهو بيشاور ناحية "نور" اللي تقوقعت في طرف السرير وهي بتابعهم بذعر قوي، وقاله:
  - واللي لقيتها في السرير مع جني، وفـ مملكته، يتقال عليها إيه عندكم؟!.. عارف  إحنا عندنا بنسميها إيه؟!

شهقت "نور" شهقة قوية كتمتها بإيدها وهي بتضم رجليها لصدرها وبتحاوطهم بإيدها الحرة ، ورعشة جسمها بتزيد، وراسها بتتهز برفض لكل ده، وهي محاصرة عارية بين اتنين من الرجال من عالمين مختلفين، لا قادرة تتدارى عنهم، ولا عارفة تقوم تلبس هدومها، عشان يبصلها "فولاك" بألم وهو بيتقدم منها، في نفس الوقت اللي عليت فيه صرخة "يونس" بتهديد :
  - حاول تقرب مرة تانية من مراتي، وشوف هعمل إيه؟.. أنا كده كده قدمت طلب للمحكمة عشان تحاكمك بتهمة خطف ومعاشرة إنسية متزوجة، أظن دي تهمة أقوى بكتير من التهم اللي اتوجهت لـ "مويرا" واللي عشانها نفتوها، وقتلتوها.

فجوة زمنية (تعويذة الهوى ) للكاتبة /فاطمة علي محمد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن