الفصل الثامن من الجزء الثاني

389 23 3
                                    

#فجوة_زمنية (تعويذة الهوى ) الجزء الثاني.
الحلقة الثامنة.

قوة "نيرون" ووحشيته كانت محط دهشة "فولاك" وتعجبه، لكنه لسه المحارب المغوار اللي تشهدله جميع ساحات المعارك، ففي لمح البصر قدر يوصل لنقطة ضعفه ، في نفس الوقت اللي كان "خوان" وجنوده بتحارب أتباعه وبتهزمهم شر هزيمة، عشان تكون ساحة المعركة عبارة عن رماد جن ميت أو أجساد لجن فاقد الوعي.

عشان يتنهد" خوان" وأنفاسه بتلهث بقوة،  وهو بيبصلهم بنظرات انتصار وشماتة للحظات، قبل ما يلتفت ناحية " فولاك" ويقرر الانضمام له ومساعدته في القضاء على "نيرون"، إلا أن نظرة واحدة من عينه كانت كفيلة إنها توقف حركة الجميع، فـ "فولاك" كان عنده القدرة إنه يقضي عليه بضربه واحدة لكنه قرر يستفزه لإظهار أقصى قوة عنده، عشان يكون ليه كتاب مفتوح زي ما كان دايمًا.

ضربات سيف "نيرون" واللي كان بيتفاداها "فولاك"، ده غير كرات اللهب، وأحجار الجحيم، واللي جميعهم تفاداهم بكل مهارة  واتزان، وهو بيطير في الهوا بكل رشاقة  متجه ناحية "نيرون" يصطدم بيه بصدمة قوية اختل ليها توازنه، وابتدي يترنح في الجو تحت أنظار "فولاك" اللي فَضَّل إنه يديله كل فرصته في إنه يفوق ويستعيد توازنه مرة تانية، عشان يبتدي معاه من جديد، وفعلًا حصل، فمجرد ما "نيرون" استعاد كل توازنه، هجم على "فولاك" بكل قوته وابتدى يغرس حوافره في رقبته، لكنه قبض على إيديه بكل ثبات وبعدها عنه، وضربه ضربة قوية زقته لبعيد.

الزقة دي بسببها جن جنون "نيرون" وصابته حالة من الهلع خليته يزأر بصوت وحشي وهو بيضرب في واحد من حراسه اللي كان فاقد لوعيه بكل وحشية لحد ما مات في ايده، وابتدى ياكله بنهم وغضب قوي تحت أنظار "فولاك" اللي كانت علامات التقزز واضحة على كل ملامحه.

"فولاك" كان انتهى فعلًا من استكشاف قوة" نيرون" ومعرفة مداها، عشان كده قرر إنه ينهي جولته، فكور قبضة ايده ولكمها بكل قوة في أعلى نقطة في راس "نيرون" واللي كانت الأضعف تمامًا، عشان يقع تحت رجلين "فولاك" اللي بصت له جنوده بانبهار شديد من ذكاءه وفطنته.

زفر  فولاك" زفرة قوية وعينيه بتطوف المكان حواليه للحظات قبل ما ينزل، يسند على ركبته جنب "نيرون" وهو بيهمس بصوت غليظ:
  - أديك واقع قدامي ضعيف وذليل، وأقدر بكل سهولة أقتلك، أو أرميك في السجن اللي باقي من عمرك، لكني مش هعمل كده.. عارف ليه؟

رفع "نيرون" أنظاره الغاضبة بوحشية صامتة، عشان يكمل "فولاك" اللي رفع ايده يعدل خصلات شعر "نيرون" المبعثرة :
  - في أي تدريب بتدربه بيجبولي أهداف لعبة أتمرن عليها، فبزهق، وبحس بملل من التدريب ده، إنما لما أتدرب عليك إنت بحس بنشوى، وسعادة، يرضيك أخسر سعادتي دي يا أخويا؟

خنجر مسنون فتك بكرامة وكبرياء "نيرون"  ومزقهم أشلاء، فهو مجرد دمية جلدية بيتدرب عليها شقيقه، اشتعل الغضب في جسمه اللي اتحول لجسم شيطاني بندوبه وقشوره، وهو بيقوله بصوت أجش:
  - اقتلني.. عشان لو ما عملتش كده هقتلك أنا، وإذا كنت فشلت في مرة، فأكيد مش هفشل في التانية، اقتلني يا "فولاك" لأني هعيشك وأعيش مملكتك في جحيم مالوش نهاية.

مط "فولاك" شفايفه بأسى متهكم وهو بيبصله بصة متفحصة لكل ميللي في جسمه من رجليه لحد راسه وبيبتسم ابتسامة نصر معاها تنهيدة بقوة وهو بيرد عليه :
  - إعمل كده.. أنا معاك، بس ياريت تستعد كويس عشان المواجهة الجاية مش هتكون الأخيرة من ناحيتي، فحاول إنت تخليها الأخيرة من ناحيتك وتقضي عليا.

وقام من مكانه يقف قصاده بجسم مشدود وصدر منتفخ وهو بيضع سيفه في غمده مرة تانية، وبيوجه كلامه لـ"خوان"، لكن أنظاره لسه متعلقة بأنظار "نيرون":
  - وصلوه لمملكته،  وياريت تخلوا الملكة "ايزابيل" تعمله مايه بسكر عشان الدوخة.
 
وارتفع "فولاك" في الهوا بغرور وكبرياء متجهًا ناحية قصره.

فجوة زمنية (تعويذة الهوى ) للكاتبة /فاطمة علي محمد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن