فجوة زمنية (تعويذة الهوى ) للكاتبة /فاطمة علي محمد

الفصل الأول من الجزء الثالث

الفصل الأول من الجزء الثالث.
#فجوة_زمنية
#تعويذة_الهوى_والحياة

حالة من الملل قوية كنت حاسة بيها، خاصة بعد تأخير "فولاك" في فتح الهالة اللي قالي عليها، كان مقرر إنه يفتحها بعد شهرين بس، وآدى عدى أربع شعور ومفيش أي جديد، مش هنكر إني حاسة بقلق عليهم،  وكمان حاسة إنهم واحشني قوي، ده غير إن جوايا فضول قوي إني أعرف باقي حكايتهم اللي مايصدقهاش عقل ، وأعرف وصلت لفين دلوقتي.

حاولت إني أقتحم العالم ده بكل الطرق، لكن للأسف ماكانش فيه أي فايدة، كنت بستنى "فولاك"  كل يوم طول الأربع شهور دول، لكنه برضه مفكرش يزورني مرة واحدة.

زفرت نفس قوي بيأس وأنا بحط مج الشاي بلبن على الترابيزة جنبي وبقول بصوت عالي:
  - خلاص يا "فاطمة" هو حر بقا، يجي مايجيش براحته، خليكي في نفسك، وفي العالم بتاعك.
 
يدوب خلصت الكلمة وسمعت صوت أنا عارفاة كويس قوي وحافظاه كمان، كان بيقولي:
  - وتهون عليكي العشرة كده يا سيادة الكاتبة العظيمة؟!
 
حسيت بفرحة قوية كان بيتنفض لها قلبي بين ضلوعي، وأنا بلتفت ناحية الصوت بلهفة وبجري عليه وأنا بقوله بفرحة:
  - "فولاك"!..  إنت عامل إيه؟..  و" نور"  و"رنة" و"خوان" و"أوتو" و"شمس الأخاديد" و"مويرا"... كلكم كلكم،  طمني عليكم، وبعدين إيه الغيبة الطويلة دي كلها؟!..  إحنا كنا متفقين على شهرين بس،  تقوم تغيب أربع شهور، إنتوا وحشتوني قوي، وكنت هتجنن وأطمن عليكم،  قولي"خوان" عامل ايه دلوقتي؟  ..  تجاوز "هيرينا" ولا لسه؟

كان بيبصلي وبيسمعني وهو راسم ابتسامته الساحرة، وعاقد دراعاته قدام صدره كعادته اللي بتزيده وسامه وكبرياء، قبل ما يهز راسه بهدوء وهو بيقولي:
- على مايبدو أن إناث الجنس البشري جميعهم متسرعين، والصبر عندهم في ذمة الله.

ابتسمت إبتسامة واسعة وأنا بتأمل ملامحه بسعادة كبيرة وبقوله:
  -هو فعلًا في ذمة الله، بدليل إن صبرت عليك أربع شهور كاملة يا ملك الجان.

كانت ابتسامته لسه مرسومة على محياه وهو بيبص ناحية باب الشقة عندي وبيقولي بثبات:
  -وملك الجان جه بذات نفسه اعتذارًا عن التأخير ده، فيلا بينا عشان "نور" عاملة قلق أنا مش فاهم سببه، ولا عارف أتعامل معاه.

هزيت راسي بسعادة وأنا بلتفت ناحية شنطة هدومي اللي محضراها من شهرين،  عشان أشيلها وأنا بقوله:
  - وأنا جاهزة،  يلا.. قدامي شهرين كاملين على ما جوزي يرجع من السفر.. بس هاخد تليفوني معايا، واللابتوب عشان أكلمه وأطمنه عني كل يوم، جنابك مسئول تجيبلي نت، ونت قوي كمان ما يقطعش، وأنا متأكدة إنك قدها وقدود، يلا بينا يا جلالة الملك "فولاك" العظيم.
 
ابتسم "فولاك" بقلة حيلة وهو يحرك رأسه يمينًا ويسارًا، هامسًا بصوت مسموع:
  - نساء الإنس ثرثارين بشكل لا يعقل، أعطني الصبر يا الله.
 
وعلا صوته قليلًا وهو يستطرد بكلامه مُشيرًا نحو الهالة الضوئية التي تكونت خلف باب الشقة:
  - يلا.
 
ما كنتش مستنية إذن في الحقيقة، لأن قبل ما ينطق كلمته كنت جريت ناحية الباب، واللي مجرد ما عبرت الهالة لقيت نفسي في حديقة "فولاك" الخاصة، اللي كانت قاعدة فيها "نور" بتتكلم مع "رنة" بعصبية قوية وهي بتتحرك في الكرسي اللي قاعدة عليه بغضب:
  - البيه عايز يعمل الفرح على طول ولا كأني تصحيح غلطة هو غلطها.
 
"رنة" واللي كانت بتمشي قدامها بحيرة ونفاد صبر كان واضح على زفرات أنفاسها المشتعلة قالت لها:
  - جلالته قالك شوفي عايزة تعملي إيه واعمليه يا "نور"،  وانتي قولتيه شوف الأصول وأعملها، والأصول عندنا الزفاف على طول، فهمينا بقا الأصول عندكم إيه يا إنسية!