مقدمة للجزء الثاني

351 24 2
                                    

النجاح اللي حصل لفجوة زمنية وردود الأفعال عليها خلاني طايرة من الفرح، يمكن مش أول مرة تحصل معايا وأعيش الحالة دي، لكن الاختلاف هنا إنها كانت طبطبة على قلبي اللي عدى بظروف مش قد كده، على قد ما كنت سعيدة إني خلصتها وبالنهاية اللي تليق بيها وبشهادة الجميع، إلا إني كنت حاسة بقبضة غريبة في قلبي، حاسة إني فقدت شيء ثمين، إن "فولاك" و "نور" وحتى "خوان" سايبين فراغ كبير، هياخد وقت لحد ما يتملي.

فرحتي بالنجاح ده خليتني أنزل اسكرين بآخر كلام لـ "فولاك" استوري عندي على كل المنصات، المشاهدات كانت عالية للاستوري في كل مكان بشكل مش معقول، يمكن أكتر من عدد الأصدقاء والمتابعين بشكل مش فاهماه، إنما في الواتساب كانت زيرو مشاهدة، محدش فكر يفتحها أساسًا، رغم إني عندي أصدقاء كتير مهتمين باستوريهاتي اللي بنزلها، وده خلاني مستغربة، وكل كام ساعة أدخل أشوف الاستوري، لحد ما خلاص كان باقي تلت دقايق وتخلص الأربعة وعشرين ساعة والاستوري تترفع، فجأة لقيت الرسالة دي مبعوتالي "لسه هديتي ما وصلتكيش، استني وهتشوفي النهاية اللي يتكتب وراها اسمي بحق "، كانت من رقم مش متسجل عندي، ولا حتى رقم مصري.

حاولت أشوف الرقم ده بتاع مين على التروكولر لكني ما قدرتش أوصل لأي حاجة، قولت أكيد ده رقم أي حد من أصحابي وبيهزر معايا، أو رقم حد من شات كورس الفويس أوڨر ودخلي خاص، فكبرت للموضوع، وأنا بقول :
  - ورينا شطارتك يا عم الكاتب العظيم واكتب روايتك ونهايتك بنفسك وما تاكلش دماغي.

وقومت أجهز الغدا عشان جوزي، وخلصت الأكل واتغدينا وقعدنا نتفرج على التليفزيون، فجأة جرس الباب رن، قام جوزي يفتح لكن ماكنش فيه أي حد، دخل وقفل الباب اللي رجع جرسه رن تاني، واللي فتحه وهو لسه واقف جنبه، وبرضه ماكانش فيه أي حد.

اتعصب "علي" وقفل الباب بكل قوته وهو بيقولي :
  - أكيد عيل من العيال، أنا هدخل أنام ساعتين كده وابقي صحيني.

وفعلًا دخل نام وأنا فتحت اللاب توب وابتديت أكتب خطة تصورية لرواية المعرض، وأعمل خريطة لشخصيات الرواية اللي أنا عارفة حبكتها وأغلب أبطالها، فات تلت ساعات وأنا مشغولة ونسيت أصحى "علي"، لكني كنت مبسوطة إني خلصت  كل اللي محتاجة أعمله.

اتنهدت بقوة وأنا بغمض عينيا أريحها للحظات قبل ما أرجع أفتحها وأنا بقول لنفسي:
  - أراجع اللي كتبته بقا، الدار مستعجلة مع إن لسه فيه وقت طويل.

ابديت أقرأ أول سطر اللي كان دباجة ثابتة ليا في أغلب المسودات الخاصة برواياتي، واللي لقيته اتغير تمامًا عن اللي متعودة عليه، غمضت عينيا وأنا بقول:
  - أنا عينيا زغللت من اللاب توب ولا إيه؟، بقرأ كلام غريب جدًا.

ورجعت أركز في الكلام تاني، لكن المرة دي فقدت السيطرة على عينيا اللي ابتدت تمر على كل الكلام بنهم، ولساني اللي ابتدى يردد الكلام ده بصوت غريب وعالي، عقلي ما كنش مستوعب الكلام ولا فاهمة رغم قدرته على إدراكه، الأبطال كلهم اتحولوا لبطل واحد رئيسي هو اللي بيقودني وبيمشيني على هواه، الحوار كان طلاسم غير مفهومة بالنسبالي رغم كتابتها بحروف عربية، لكنها حروف عمرها ما اترتبت بالشكل ولا الأسلوب ده.

فجوة زمنية (تعويذة الهوى ) للكاتبة /فاطمة علي محمد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن