الفصل العشرون من الجزء الثاني.

414 19 9
                                    

#فجوة_زمنية (تعويذة الهوى ) الجزء الثاني.
الحلقة العشرون.

"شمس الأخاديد" فتحت عينيها بعد غيبوبة أيام طويلة، عشان تحضن "فولاك" بنظراتها المشتاقة، في نفس الوقت اللي بادلها بنظرات أكتر شوقًا وهو بيخطو نحوها بخطوات سريعة، عشان يفسح له "أوتو" المجال للجلوس جوارها، والتشبث بيدها الباردة بين كفوفه، مرددًا :
  - أشرقتِ يا شمس الأخاديد والوديان، والصحاري، يا شمس النهار، ويا شمس المملكة.
 
ابتسمت "شمس الأخاديد" ابتسامة باهتة وهي بتهمس بصوت خفيض:
  - المملكة منورة بوجودك يا حبيبي.
 
رجفة قوية سيطرت على قلب "فولاك" للحظات، فهذه الكلمة لم يسمعها من والدته منذ أعوام وأعوام، لكنه سيطر على أفعاله بكل ما أوتي من قوة ، وبادلها ببسمة خفيفة وهو بيلتفت ناحية "إيزابيل" مرددًا :
  - الملكة "إيزابيل" جت تطمن عليكي.
 
وحرر كف والدته برفق وهو بيقوم من مكانه يبص ناحية "إيزابيل" بنظرات ثابتة مسترسلًا:
  - ما كنتش أعرف إن جلالة الملكة "شمس الأخاديد" هتحب زيارتك وترجع لنا بالسلامة عشان ترحب بيكي في مملكتها.
 
واتسعت إبتسامته قليلًا وهو بيكمل كلامه بنبرة متهكمة وعينيه بتطوف ملامح "إيزابيل" المرتبكة:
  - أما فرحتك بسلامة جلالتها اللي شايفها في عيونك دي، فتساوي عندي كتير، وهردهالك قريب قوي.
 
بلعت "إيزابيل" ريقها بتوتر قوي وهي بتبصله بقلق وترقب، عشان يفسح لها الطريق وهو بيمد إيده لقدام مرددًا:
  - اتفضلي إلقي التحية على جلالتها.
 
وزعت "إيزابيل" أنظارها ما بين يد "فولاك" الممدودة، وبين "شمس الأخاديد" اللي اعتدلت بقعدتها بمساعدة "أوتو"، عشان تقرب منها بأقدام مرتجفة وهي بتنحني براسها قليلًا مرددةً بتلعثم :
  - حمد الله على سلامة جلالتك.
 
ابتسمت "شمس الأخاديد" ابتسامة متهكمة وهي بتقولها بدهشة قوية :
  - "إيزابيل" في مملكتنا، وفـ غرفتي كمان؟!
 
ابتسمت "إيزابيل" ابتسامة مرتبكة وهي بتجاوبها:
  - خبر تعب جلالتك انتشر في كل الممالك،  ومملكتنا من ضمنهم، عشان كده جيت أطمن على جلالتك.
 
شاورت "شمس الأخاديد" بايدها ناحية المقعد المجاور لسريرها تأذن لـ "ايزابيل" بالجلوس وهي بتقولها:
  - اقعدي يا "ايزابيل".. بقالك سنين طويلة رجلك ما لمستش أرضية أوضتي، فاكرة آخرة مرة دخلتي الأوضة دي؟.. كنتِ جاية تترجيني أعفو عنك، وأسمح لك تعيشي في قصر الضيافة، عشان تكوني قريبة من  "نيرون" و"هيرينا".
 
ورفعت "شمس الأخاديد" عينيها ناحية "هيرينا" اللي كانت متابعة حديثهم بغيظ قوي، لكنها تغلبت عليه سريعًا وهي بتقرب منهم مرددة :
  - وجلالتك كنتِ كريمة مع الملكة "إيزابيل" وسمحتي ليها بالإقامة معانا في قصر الضيافة.. أنا و"نيرون" ممنونين لجلالتك.
 
وانحنت "هيرينا" قليلًا براسها، عشان تبتسم "شمس الاخاديد" مرددة بفخر :
  - الشكر والامتنان لجلالة الملك "فولاك"، هو اللي أخد يومها القرار بإقامتكم في قصر الضيافة، لأنه كان عايز إخواته جنبه، وفعلًا كنتم سوا طول سنين طفولتكم.
 
اتسعت إبتسامة "هيرينا" وهي بترفع أنظارها ناحية "فولاك" موجهة حديثها له:
  - الحكمة والعدل اللي بتتمتع بيه جلالتك مثال يحتذى بيه، امتناني لجلالتك.
 
ابتسم "فولاك" ابتسامة خفيفة، عشان تستدير "هيرينا" بأنظارها ناحية والدتها وهي بتقولها :
  - جلالتك اطمنتي على جلالة الملكة" شمس الأخاديد".. الواجب نسيبها ترتاح.
 
واتجهت بأنظارها ناحية "شمس الأخاديد" وهي بتنحى قليلًا مرددة :
  - اسمحيلنا بالانصراف جلالتك، ومرة تانية حمد الله على السلامة.
 
وسحبت "هيرينا" ايد والدتها بحنق دفين ينافي الابتسامة الخفيفة المرسومة على شفاهها، عشان يلتقط "أوتو" بعض الأدوية ويناولها لـ "شمس الأخاديد" مرددًا بنبرة جدية:
  - أدوية جلالتك.
 
تناولت منه الأدوية بابتسامة خفيفة، عشان يردد "أوتو":
  - جلالتك دلوقتي بكامل صحتك، اسمحيلي بالانصراف.
 
أشارت له "شمس الأخاديد" بإشارة خفيفة من راسها عشان يغادر "أوتو" في نفس اللحظة اللي دخلت فيها "نور"، واللي كانت عينيها الشجنة متعلقة بوجه "فولاك" ذو الملامح الجامدة، عشان تقرب منه بحزن تلاشى تمامًا مجرد ما وقعت عينيها على "شمس الأخاديد" الجالسة بفراشها.

فجوة زمنية (تعويذة الهوى ) للكاتبة /فاطمة علي محمد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن