هناك لحظات يعيشها المرء يأبى تصديق إنها واقع حل عليه و يستمر بإخبار نفسه إنه كابوس سيستيقظ منه حالاً
يخبرها إن تلك اللحظات ستنجلي قريباً تاركة إياه
يستعيد وعيه بعدها، و لكنها لا تنجلي أبداً تستمر مؤكدة له إنه فعلاً واقع مر حل به ولا مخرج له منهذلك ما حل بايان الغير مصدق إن أحلامه تندثر أمامة بلا أن تتحقق
غير مصدق إن تلك ستكون نهايته بوطن عقيد بندقيتيه بلا علمه، بلا أن يتواجد حوله ليشبع ناظريه منه، بلا أن يحضى بعناق من ذراعيه و بلا أن ينسى نفسه مجدداً بين أحضانه
يحتاج ولو لنظرة واحدة من سوداويتيه يشبع بها شوقه ومن ثم يسلم نفسه للموت بعد أن تلقى مرادها
إلا إن يد الشرطي التي استمرت بسحبه كانت تقتل آماله شيئاً فشيئاً، رأسه إستمر بالنفي غير مصدق لكل ذلك، و الدموع انهمرت على خديه مواسية خذلانه من حياة لم تنصفه يوماً ومن قدر أبى أن يجمعه بمن يموت و يحيى لرؤيته
عيناه الباكيتان بيأس توسلت الشرطي أن يتركه بحال سبيله، و شفتاه نطقت مستنجدة بالقادر الوحيد على تضميد جراحه
" هيونجين، أرجوك أريد هيونجين"
محاولاً بجسده الضعيف أن يفلت ذراعه من الشرطي اللامبالي لتوسلاته
قدماه إرتكز بهما قوياً على الأرض رافضاً أن ينصاع لسحبه و ينهي أحلامه، و عيناه أغمضتا بقوة مذرفة دموعاً غالية على قلب من يستنجد به ولا يستمع
" دعني أذهب لهيونجين أرجوك "
همس بضعف وهو يشعر بقواه تكاد تنتهي بتلك اللحظة مستسلماً لواقعة الأليم، لا أمل بقي بداخله ولا طاقة تحمله على الوقوف صامداً
حتى جفل جسده من سماع نبرة غليضة أوقفت يد الشرطي عن سحبه بلا أن يترك ذراعه التي احمرت من قوة سحبه له
" ماذا يحدث ؟ "
عيناه فتحتا ببطئ لحظتها ناظراً نحو من يقف أمامه
ولا أمل لاح بداخله، بزيه العسكري الملتف حول تفاصيل جسده و یده الممسكة بقبعة ذلك الزيالتحية العسكرية التي أداها الشرطي بقربه أجفلته بمكانه لينقل نظره ناحيته عندما نطق بنبرة رسمية
"سيدي الملازم مينهو، إنه مواطن بلا هوية يسأل عن العقيد هوانغ هيونجين"
حاجبا الملازم انعقدا عند سماع إسم صديقه العقيد تزامناً مع إرتجاف قلب ايان عند سماعه لأحرف خطت إسماً لشخص عزيز على قلبه
أنت تقرأ
1965 | HN
Romance"أنا جندي أعلن الولاء لبندقيتيك" الروايه محوله 'جميع الحقوق تعود إلى الكاتبه الاصليه '