38

139 22 2
                                    

على أحد أطراف المدينة قد شيد سجن بعيد عن محل سكن مواطنيها

وقع خطوات العقيد فيه كان مسموعاً وهو يتجه لحيث أودع فتاة في زنزانة كما أخبره من أخذه منه ووفي بوعده بأن حفظه سالماً

نبضات قلبه كانت تتسابق مع سرعة خطواته خوفاً
و لهفة ليراه مجدداً، ليحضنه و يخفف عنه الرعب الذي أودعوه أبناء وطنه في فؤاده

الجندي معه إندفع فوراً لفتح الباب الحديدي المقفل ما إن أشار له العقيد المبعثرة أنفاسه

الغرفة لم يكن بابها كأبواب غرف الزنزانات الأخرى في باقي السجون العادية، هو كان باباً كاملاً بلا أي فتحات به

وما إن فتح حتى أسرع العقيد بالدخول مغلقاً إياه خلفه ليلاقيه الأصغر المحتضن ركبتيه على أرض الغرفة الخالية من أي شيء

كانت موحشة ومخيفة لا ضوء يأتي إليها سوى من الفتحة التي تعلو الحائط ببعد لا يصله أي أحد

ايان الذي رفع رأسه مسبقاً برعب ما إن سمع صوت المفتاح يعبث بالباب هو إنتفض ما إن رأى سلام روحه الوحيد

" هيونجين"

وكم كان صعباً على المعني أن يراه بمكان كهذا وقد تمكن الرعب منه تماماً، يستقبلة بين ذراعيه متلقياً بكائه و شهقاته التي إعترفت فوراً

"أنا خائف "

لم يتصنع الشجاعة وهو من لم يعش في حياته سوى بالريف بين أحضان والدته

هيونجين سحقه حرفياً بين ذراعيه محاولاً بث بعض الأمان بقلبه كما يحاول تهدئة ذاته من خلاله

" لا بأس أنا هنا، ستكون بخير لا تخف "

أدلى بكلماته وهو يقبل كل إنش منه تقع عليه شفاهه بلا وعي

لأول مرة هو شعر بشعور ايان عندما يخاف عليه من الحروب و ارتعابه من مجرد جلب سيرة الموت

الخوف قد تسلل بكل خلية بجسده و بات لا يرى أمامه شيئاً، يجد نفسه وسط معضلة تعجزة فلا يستطيع التفكير بحل ينقذ به فتاه من كل هذا

بعد دقائق من العناق هو شعر بالأصغر الباكي يخفف قليلاً من إمساكه ليستطيع رؤية وجهه، بكلمات بان في باطنها اليأس والبؤس هو نطق مترجياً

" هيونجين، أمي "

لم يستطع التفكير بغيرها، هي لا تستحق أي أذى وليس بالتأكيد فقد ولدها الوحيد و فلذة كبدها

1965 | HNحيث تعيش القصص. اكتشف الآن