23

206 21 2
                                    


لطالما أجادت الحياة العبث بأقدار المشاعر مغيرة إياها من حالة لنظيرتها

فكيف بفؤاد العقيد المتهلل سعادة لرؤية فتاه أن ينقلب حالة لحزن بعد أن أرغمته الحياة على تجرع مرير واقعها ؟!

كيف لملامحه التي ملئ الشوق إنشاتها أن يغدرها الحزن فجأة ويرسم على محياها الشقاء ؟

ايان المراقب لتحوله ذاك قد شارك قلب عقيده الحزن فإزدادت ملامحه ذبولاً، لم يكن أياً منهما حاضراً روحياً بالأجواء العسكرية المحيطة

الهدوء قد إستوطن عالمهما الصغير و نسمات الهواء أجادت عبثها بخصلاتهما بلمسة رقيقة، دقائق معدودة إنقضت حتى أردف العقيد بهدوء نبرته مخاطباً صديق الحياة الأعز

" سأغادر الآن "

إيمائة رأس وافقته على قراره ليعيد ببصره نحو من سرق فؤاده، ثواني أجادت خلالها عيناه التجول برحلة قصيرة على ملامح الساكن بمكانه منتظراً أمراً ينصاع له قلبه قبل أقدامه، و كما العادة هزت كيانه نبرة عقيد قلبه الذي نطق

" فالنذهب "

و خطواته التي تمردت عن موقعها حثت الفتى على لحاقه تابعاً الأثر الذي تطئة أقدام حبيبه

بمزيج من مشاعر مختلطة بداخله تضمنت لهفة للإنفراد بمن خاطر بالحياة و ضحى بها فقط للقياه، ممتزجة بخوف ضئيل من ردة فعل العقيد على فعلته التي لن يكون راضياً عليها ما دامت قد مست أمان حياته

أوقفه توقف هيونجين حيث لم يترك له أثراً يتبعه و يخطو خطاه ولا زالا لم يخرجا من تجمع القادة بعد

رفع رأسه ملاقياً عشيقتي عينيه التي ألقت عليه نظرة هادئة قبل أن يستمع لأمر العقيد الذي سارع من وتيرة نبضات من يسكن أيسر صدره

" سِر بجانبي"

ما كان لقلبه الإطمئنان وهو لا يرى فتاة بمحيط عينيه، مما جعله يدعوه لمجاورة خطواته بدل أن يتبع أثرها حتى يرضي نفسه الغير مطمئنة

و ايان لم يستغرق سوى ثانية لتنفيذ أمر عقيد بندقيتيه مجاوراً خطواته التي تقودهما حيث المبتغى

متخطين تجمهر الناس الذي اتخذ محيى العقيد الشاب وهو يغادر مركزاً للنظر، متحسرين على ذهابه بلا أن يحضوا بسماع كلمات منه أثناء الإستعراض

حتى أوصلتهما خطواتهما حيث تقبع سيارة هيونجين المشابهة لسيارة صديقه سوى من إختلاف لونها المتوشح سواداً

العقيد لم يذهب حيث مقعده بل توجه مع ايان ناحية المقعد المجاور فاتحاً له الباب كي يتسنى لقلبه الراحة حيث إنه يخشى أن يبتعد عنه بمسافة خطوة و يباغته مكروهاً

1965 | HNحيث تعيش القصص. اكتشف الآن