أذيال الخيبة جرته معها بعد أن لم يجد ما آلت إليه روحه اليائسة ببحثها بين الجثث
يأخذ خطواته عائداً بلا أن ينل مراده و الدموع على وجنتيه تنساب بلا أن تتوقف، الحسرات ملئت قلبه المحتاج من سكن به أعواماً وسيسكن إلى أن يفنى ما تبقى منه حياً
ما إن وطئت قدميه قريباً من الحقل حتى ارتعدت أوصاله و خشعت كل خلاياه التي كانت ميتة
كمن كان غريقاً بأعماق البحر لسنين بلا أن تمتد له يد الإنقاذ إلى أن يأس من إمتدادها فيراها الآن تلوح أمامة قريبة جداً
لا يعلم إن كان الجنون قد إستحوذ على دماغه أم إن عيناه إنقلبت عليه توهمه أو ربما يكون في حلم جميل لم يستيقظ منه بعد ؟
أحبيب قلبه و مالكه هيونجين ممتثل بمرمى بصره مواجهاً اياه بظهره أم إن الحياة أعلنته مجنوناً وإنتهى ؟
كل تلك التفاصيل هي عاشت به خالدة بلا أن ينساها ، خصلاته التي أخذت من الفحم لوناً لها
و عرض أكتافه التي لطالما استند عليهاهو وجد نفسه مشلول الجسد و اللسان ، لا أقدامه تصدق فتخطوا ناحية الذي لم ينتبه لوجوده بعد ولا لسانه ينطق فيناديه ليأتي له
ولو كان لدموعه المرتطمة بالأرض صوتاً لسمعها العقيد الواقف بزيه العسكري المتسخ بالتراب و بعض الدماء التي هدرت في الحرب
ايان بلا وعي منه أخذ يتحرك مقترباً بقدمين ترتجف و قلب يطالب حبيبة أن يستدير
وكأن صوت قلبه كان مسموعاً بأن جعل المنفذ لكل أوامره يلتفت ملاقياً أياه بعد سنوات من العذاب
و الفراقهو ذاته هيونجين رفيق روحه و حبيبها ، ذاته من
شاركه الحب العظيم وكتب أسطورة عشقهما معهذاته المفترض أن يكون ميتاً يقف على بعد خطوات
منه بعينين إنسابت عبراتها شوقاً من خلقه الإله ليحبهايان علم الآن إن زهرته ما غادرت اليوم إلا لعلمها بعودة من زرعها فرحلت مرتاحة بعد أن أوفت له بصمودها مع فتاه إلى حين عودته
الزمن توقف للحظات لا يمر من خلاله سوى نسمات الهواء التي راحت تحرك خصلات شعر كلا الحبيبين الجامدين
العقيد ما بين إزدحام نبضات قلبه لرؤية فتاه بعد سنين ثلاث كانت الموت بعينه وما بين موت آخر لرؤيته ذبول زهرة عمره الجميلة
بجسد هزيل يكاد ينكسر وغاليتيه الثمينة بلا حياة تذكر ، ذابلة كأكمل ملامح وجهه التي نالها البؤس تماماً كما شوهتها الجروح التي خلفتها إحدى شظايا الحرب في الليلة الماضية
أنت تقرأ
1965 | HN
Romance"أنا جندي أعلن الولاء لبندقيتيك" الروايه محوله 'جميع الحقوق تعود إلى الكاتبه الاصليه '