36

181 20 32
                                    

في ليلة قمرية من ليالي الربيع الدافئة التي حلت على ريف إنجلترا الهادئ

منزل قد إستقر أمامه رجل كان يوماً حبيباً و روحاً لفتى إسكتلندا

يجلس على كرسي تموضع فوق العشب المحيط بالمنزل و أمامه قد إستقر طفلين أحدهما ذكر والأخرى أنثى

كلاهما قد حملا شيئاً من هيئته فكان الفتى بعينين سوداويتين كفلك مجرتيه وطفلته قد أخذت لون خصلاته الفحمية

مصغيان بحماس لحكاية والدهما عن نجمتين التقيتا بأيام الحرب التي كانت سبباً بفراقهما

ذاتها حكاية الفتى التي نسجها عقيده من أجله في أحد ليالي الشتاء العاصفة في ريف إسكتلندا هو قد عاد ليحكيها لطفليه في ريف إنجلترا

تلك الحكاية التي تمنى أن لا تسرد لغيره

إمرأة بعينين زرقاوتين كلون السماء وعقد ثمين إلتف حول عنقها قد أهداها إياه زوجها العقيد في عيد زواجهما قد خرجت من المنزل منادية عائلتها

الطفلين تسابقا وصولاً لمائدة الطعام ومن كان شريكاً لروحه يوماً قد إستقام مبتسماً ناحية من إتخذت زوجة له

يده إلتفت على خصرها مقبلاً شفتيها قبل أن يهمس بما ظنها فتى إسكتلندا كلمة لن تنطق يوماً لسواه من ثغر من فرقتهما الحياة

هو همس لها بأحبك قبل أن يذلفا لداخل المنزل مغلقين الباب كما أغلقت جميع الأبواب بوجه أحلام فتى إسكتلندا وأمنياته التي ما أرادت سوى محبوبها

تركته وحيداً بريف إسكتلندا يعيش على ذكريات
تحتوي على ملامح عقيده التي لم تنسى رغم مرور
عشر سنوات على فراقهما

على السرير الصغير ذاته الذي تشاركاه يوماً هو
يحتضن نفسه بذراعيه متخيلاً إنها ذراعي حبيبه

مغمض العينين مصغياً لعبارات الأكبر الغزلية
و همساته التي كان يلقيها عليه و إحتواها بعقله بعد أن رأفت ذاكرته بحاله و حفظت له صوت العقيد
و نبرته الدافئة

تلك هي حالة التي خاف منها و توسل خليل قلبه أن لا يتركه وحيداً يعيشها لكنها هي الحياة قد جعلته ينتهي عندها

شهقة خافتة غادرت ثغره ما إن حطت يد دافئة على وجنتيه تمسح تلك الدموع المنسابة على خديه بلا علمه و إحساسه

عيون مالك فؤاده القلقة قد تجلت أمامه مصغياً لسؤال صاحبها بنبرته التي لم تجرؤ يوماً إلا أن تكون دافئة عندما تخاطب فتى روحه

1965 | HNحيث تعيش القصص. اكتشف الآن